العتبة الرضوية.. مراكز الأمانات على مدار الساعة لخدمة الزوار

0
16

وقال مدير دائرة الأمانات والمفقودات في العتبة الرضوية المقدسة أن أكثر من 200 خادم يعملون ليل نهار وعلى مدار الساعة في خدمة زوار الحرم الرضوي المطهر، حيث يتوزعون للعمل في ثلاث أقسام رئيسية، وهي: مراكز الأمانات المالية والأشياء الثمينة، مراكز أمانات المقتنيات، ومراكز المفقودات.

ويحتوي المركز على أقفاس حديدية عالية مخصصة لوضع مقتنيات الزوار الكبيرة والصغيرة على حد سواء، كما توجد صناديق كثيرة تحتوي على عباءات مرتبة تعطى للزائرات اللواتي لم يرتدن الحجاب الشرعي الإسلامي.

وتم إجراء حوار مع العاملين في هذه المراكز حيث سنتعرف أكثر من خلال حديثهم على تفاصيل عملهم والقصص التي يواجهونها.

يحدّثنا مسلم صديق وهو أحد الخدّام في المركز عن تجربته في العمل منذ 8 سنوات في العتبة الرضوية المقدسة قائلاً إن “أول تفاعل بين زوار الحرم المطهر وخدامه يكون غالباً في مراكز الأمانات، وأكثر هؤلاء هم الزوار الذين يتشرفون للمرة الأولى بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، فيأتون لترك أماناتهم بقلوب تخفق شوقاً وشعور لا يوصف. ولهذا فإننا نسعى إلى تقديم أفضل الخدمات بهدف حفظ سكينة الزائرين وتأمين الراحة والإرشادات اللازمة لهم”.

وعن أجواء الخدمة الرضوية قبل جائحة كورونا يخبرنا صديق بحسرة واشتياق، أنه في السابق كان عمل مراكز الأمانات في المناسبات بشكل مكثّف، نظراً لتوافد أعداد كبيرة من الزائرين، مما يجعلهم أن ينتظروا في صفوف منتظمة حتى يأتي دورهم في وضع أماناتهم، وقد وفّقنا في مدة خدمتنا في هذه المراكز إلى مشاهدة الجموع الغفيرة من المصلين الذين يتوافدون من كل أنحاء المدينة قبل أذان الصبح بنصف ساعة لإقامة صلاة الجماعة في الحرم الرضوي المطهر.

ووسط حديثنا، سمعنا رنين هاتف من إحدى الحقائب الموضوعة في أقفاس المركز، فقال الخادم: أصبح سماع رنات الهواتف في أي وقت أمراً عادياً بالنسبة لنا.. بالرغم من أننا نطلب دائماً من الزوار الكرام عدم وضع هواتفهم المحمولة داخل الحقائب، وأن يقوموا عوضاً عن ذلك بتسليمها إلى مراكز أمانات الأشياء الثمينة.

 

خواطر مؤثرة

دخلنا بعد ذلك إلى مركز الأمانات المالية والأشياء الثمينة الواقع في ذات المدخل، وتحدّثنا إلى مصطفى روح بخش، أحد الخدم العاملين في دائرة الأمانات والمفقودات في العتبة الرضوية المقدسة منذ عام ١٩٩٨، الذي أخبرنا بأن الناس لم تكن على اطلاع حول وجود مراكز مخصصة لاستلام الأمانات الثمينة في بادئ الأمر، إلا أنهم تعرفوا على خدمات هذه المراكز شيئاً فشيئاً مع الوقت.

وقال: “أذكر بعض الزوار الذين حدثونا عن نية زيارتهم بعد مراجعتهم إلى مركزنا لعدة أيام متتالية، بأن معهم مريضاً أحضروه متوسلين أن يشفيه الله ببركة الإمام الرضا (عليه السلام) ويعودوا إلى مدينتهم وديارهم مستجابي الحاجات.

 

خدمات متنوعة لتأمين رفاه الزوار

وحدّثنا مدير دائرة الأمانات والمفقودات في العتبة الرضوية المقدسة محمد رضا درخشان فر عن تجربته في الإشراف على مراكز الأمانات لما يناهز 22 عاماً، موضحًا أن هناك حالياً 9 مراكز للأمانات المالية والأشياء الثمينة موزعة على مداخل الحرم الأساسية الخمسة، وكذلك صحون الثورة الإسلامية، والجمهورية الإسلامية، والحرية، ورواق دار الحجة، وهي مستعدة لاستلام المبالغ المالية والذهب والمستندات وكافة الأشياء الثمينة الأخرى.

وقال درخشان فر: “يوجد لدينا في قسم أمانات المقتنيات 16 مركزاً تشمل مراكز استلام الأمانات ومراكز توزيع الكراسي المتحركة في 10 مداخل أساسية وفرعية للحرم الرضوي المطهر. وكذلك هناك في بعض المداخل الأساسية مركزان يعملان على تقديم الخدمات، فباب الرضا (عليه السلام) يعد من أكثر المداخل ازدحاماً بالزائرين، وهناك مركز أمانات للوسائل في شرق المدخل ومركز آخر في غربه، بل هناك أيضاً مركز مخصص لاستلام الحقائب في هذا المدخل.

وأكد درخشان فر أنه مقابل كل وسيلة يسلمها الزائر إلى المركز ورقة حساب تثبت ذلك، إذ يتم تسجيل الوسائل في مراكز أمانات الوسائل بشكل كتابي، أما في مراكز الأمانات المالية والأشياء الثمينة فيتم تسجيلها على جهاز الحاسوب.

 

من الكراسي المتحركة إلى العباءات والبطانيات

وصرّح مدير دائرة الأمانات والمفقودات أن الكراسي المتحركة التي يستخدمها الزوار ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن للتنقل من مكان إلى آخر داخل الحرم الرضوي المطهر أو للذهاب إلى الفندق تمنح للزائر مقابل تقديم هوية تعريفية معتبرة لأحد تلك المراكز.

وتابع درخشان فر حول التعريف أكثر على الخدمات التي تقدّمها هذه الدائرة، قائلا: “من الخدمات الأخرى التي تقدمها دائرة الأمانات والمفقودات في العتبة الرضوية المقدسة خدمة تقديم العباءات للنساء وتقديم البطَّانيَّات المخصصة لزائري الحرم الذي يمكثون فيه طوال الليل.

ويتم جمع العباءات التي تستخدمها الأخوات بشكل يومي وتغسل وتغلف داخل أكياس بلاستيكية، ليعاد توزيعها على مراكز الأمانات المخصصة، وكذلك يتم غسل  البطانيات وتنظيفها بشكل مستمر بعد استعمالها.

وأضاف “إذا ما احتاج زائر إلى شاحن لشحن هاتفه المحمول فيمكنه مراجعة الأماكن المخصصة الواقعة في أروقة الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، والشيخ الطوسي، والشيخ الحر العاملي.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد