وسورة “الفجر” المباركة هي السورة الـ 89 من القرآن الكريم ولها 30 آية وتصنف في الجزء الـ 30 من المصحف الشريف وهي سورة مكية وترتيبها الـ10 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وسُميت سورة الفجر بهذا الاسم نسبة إلى القسم الذي استهلَّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ به هذه الآيات، وذلك في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وقد أقسم الله بهذا الوقت وهو وقت الفجر للدلالة على أهميته.
واشتهرت هذه السورة بسورة الإمام الحسين (ع) حيث روي عن الإمام الصادق (ع): “اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنّها سورة الحسين عليه السلام وارغبوا فيها رحمكم الله“.
فسُئل: كيف صارت هذه السورة للحسين عليه السلام خاصّة؟ فقال عليه السلام:
“ألا تسمع… ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾، إنّما يعني الحسين بن عليّ عليه السلام فهو ذو النفس المطمئنّة الراضية المرضيّة.
كما يقسم الله في الآية الثانية من سورة الفجر بـ “ليال عشر“، وفي تفسير الليال العشر وردت عدة احتمالات، منها: الليالي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، أو الليالي العشر الأوائل من شهر محرم، أو آخر عشر ليال من شهر رمضان.
ومن أهم مقاصد هذه السورة الكريمة هي تذكير المشركين بما حل بالمكذبين من قبلهم كقوم عاد وثمود وفرعون، وبيان أحوال الإنسان في حال غناه وفي حال فقره، وردعه عن الانقياد لهوى نفسه، ولفت نظره إلى أهوال يوم القيامة، وأنه في هذا اليوم لن ينفعه ندمه أو تحسره على ما فات، وتبشير أصحاب النفوس المؤمنة المطمئنة، برضا ربها عنها، وبظفرها بجنة عرضها السموات والأرض.
وجاء في السورة ذم التعلّق بالدنيا، كما تُركّز على تهديد الجبارين بالعذاب الإلهي، وتُبيّن ما حلّ ببعض الأقوام السالفة ممن طغوا في الأرض (قوم عاد، ثمود، فرعون)، وتُشير إلى الإمتحان الرباني للإنسان وتلومه على تقصيره في فعل الخيرات، كما تحدثت عن المعاد وما سينتظر المؤمنين ذوي النفوس المطمئنة من ثواب جزيل، والكافرين عقاب شديد.
وتحتوي سورة الفجر على كثير من المقاصد الواضحة، منها:
“أقسم الله تعالى في سورة الفجر على أن عذاب الكفار واقع لا محالة“، و”إنذار المشركين من العذاب الأليم كما حدث للأقوام السابقة كعاد وثمود“، و”على الإنسان أن يشكر إذا أنعم الله تعالى عليه ويصبر إذا ابتلاه، فالله تعالى يسمع ويرى كل شيء“، و”على الإنسان بعد أن أكرمه الله تعالى أن يشكره على نعمه، فيعطي اليتيم والمسكين“، و”جمع المال وحبّه في الدنيا لن ينفع صاحبه يوم القيامة“.
و”المعيار الحقيقي لرضا الله تعالى على عبده هو أن يوفقه لعبادته ويزيد في طاعاته، وليس مقدار المال هو المعيار”، و”جاءت الآيات مبينة أهوال يوم القيامة، فعلى الإنسان أن يعمل لآخرته حتى لا يندم على ذلك”.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.