وبصمة اليد دليل على قدرة الله وتظهر الدراسات التي أجراها العلماء والباحثون أنه لا توجد بصمات بشرية متشابهة وقد ورد هذا الموضوع في سورة “القيامة” المباركة كإحدى آيات قوة الله.
و”القيامة” هي السورة الـ 75 من المصحف الشريف ولها 40 آية وتصنف ضمن الجزء الـ 29 وهي سورة مكية وترتيبها الـ31 بحسب ترتيب نزول السور على الرسول الأكرم (ص).
وسُمّيت سورة القيامة بهذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى أقسم عند الابتداء بها بيوم القيامة؛ وهو اليوم الآخر الذي يقضي به الله تعالى مصير الكائنات، ولم يُقسم الله تعالى بيوم القيامة في غيرها من السور، فسُمّيت بالقيامة لورود القسم في أولها.
والقيامة هي يوم المعاد حيث يخرج الإنسان من مدفنه ويحاسب على أعماله ويقرر مصيره ما بين الجنة والنار.
واشتملت سورة القيامة على العديد من المضامين، وجميعها يصب في ذات المحور؛ وهو الحديث عن يوم القيامة وإثبات ما فيه من أحداث، واشتملت السورة على ما يأتي:
“بيان تفاصيل يوم القيامة والأهوال التي ستكون فيه، والأحداث التي ترافق هذا اليوم، وعظمة هذا الحدث وهيبته”،
و”إثبات البعث والجزاء، وإقامة الأدلة على ذلك، وبيان تأثير يوم القيامة على الكائنات”،
و”بيان جزاء عمل بني آدم؛ وذلك في يوم القيامة، فمن عمل خيراً يلقى خيراً، ومن عمل شراً يلقى مثلما قدّم، فالله تعالى في ذلك اليوم ينبئ الناس بأعمالهم”،
و”بيان الآداب التي تتعلّق بسماع الوحي”،
و”وعد المؤمنين بلقاء الله تعالى ورؤيته وهم فرحون مستبشرين لذلك”،
و”العودة لإثبات وقوع يوم القيامة، وذكر الأدلة والبراهين على ذلك”،
و”تقرير قدرة الله تعالى على بعث الموتى، وإثبات ذلك بأدلة، وختام السورة بسؤال تقرير يُثبت قدرة الله تعالى على ذلك”.
وتؤكد السورة أن يوم القيامة محتوم لا ريب منه ثم تشير في الآيتين الثالثة والرابعة: “أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ” وهي الآية التي تشير إلى بنان الإنسان كـ إعجاز إلهي.
وتقول الرواية: إنَّ هذه الآيةَ نزلتْ في عدي بن ربيعة، وذلك أنَّهُ أتَى النَّبيَّ (ص) فقالَ: “حدثني عن يوم القيامة متى يكون؟ وكيفَ يكونُ أمرُها وحالُها؟، فأخبرَهُ النَّبيُّ (ص) بذلك، فقالَ: لو عاينتَ ذلكَ اليومِ لم أصدَّقك يا محمَّد، ولمْ أؤمِنْ بهِ، أويجمَعُ اللهُ هذهِ العِظَامَ؟، فأنزلَ اللهُ تعالى قولَهُ: “أَيحسَبُ الإنسانُ أَلَّن نجمَعَ عظَامَهُ * بَلىٰ قَادرِينَ علىٰ أَن نسوِّيَ بنانَهُ * بلْ يُريدُ الْإنسَانُ لِيفجُرَ أَمامهُ * يسألُ أَيَّانَ يومُ القيامَةِ“.
واكتشف العلماء أن بصمة كل فرد خاصته ولا يتشابه اثنان في البصمة وهذا إعجاز إلهي وصفه الله تعالى بالدليل على قوته وقدرته.يرى مؤلف كتاب “تفسير الميزان” للمفسر الايراني للقرآن “العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي” أن سبب ذكر الأصابع فقط بين أعضاء جسم الإنسان يعود إلى خلقها الغريب من حيث أشكالها وخصائصها وفوائدها العديدة.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.