بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (۱) حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ (۲) كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (۳) ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (٤) كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ (۷) ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ (۸)
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالتكاثر؛ على أول آية منها، وآياتها (8)، تتألف من (28) كلمة في (123) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.
ترتيب نزولها
سورة التكاثر من السور المكية، وقيل: إنها مدنية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل السادس عشر، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثاني بعد المائة من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(ألهاكم): شغلكم.
(التكاثر): المكاثرة: التباري في كثرة المال والعزّ.
(المقابر): مفردها مقبرة، والقبر هو مقر الميت.
(اليقين): من صفة العلم فوق المعرفة والدراية، وهو سكون الفهم مع ثبات الحُكم.
(لترونَّ): الرؤية، المشاهدة.
(الجحيم): اسم من أسماء النار مأخوذ من الجحمة.
(النعيم): النعمة الكثيرة.
سبب نزولها
يعتقد المفسرون أنّها نزلت في قبائل كانت تتفاخر على بعضها بكثرة الأموال والأنفس حتى أنها كانت تذهب إلى المقابر وتعدُّ موتاها لترفع إحصائية أفراد القبيلة، فقال بعضهم: إنّ المقصود قبيلتان من قريش في مكة، وبعضهم قال: إنهما قبيلتان من قبائل الأنصار في المدينة، وقيل: إنها إشارة إلى تفاخر اليهود على غيرهم.
محتواها
السورة توجه اللوم والتحذير إلى المتفاخرين بكثرة الأنفس والأموال والمنشغلين بها حتى لحظة موتهم وورودهم إلى المقابر، فانصرافهم عن الحق وصالح الأعمال بتفاخرهم هذا ناتج عن غفلتهم وضلالهم. وفيها كلام طويل للإمام علي عليه السلام بعد تلاوة هذه الآية الكريمة: (وبمصارع أبائهم يفخرون؟ أم بعديد الهلكى يتكاثرون؟ ولأن يكونوا عِبراً أحقّ من أن يكونوا مُفتخراً). فجاءهم التهديد بقوله تعالى: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ و﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ تأكيداً للردع والتهديد السابق، وقيل: المراد بالأول: علمهم بها عند الموت، وبالثاني: علمهم بها عند البعث.
فضيلتها وخواصها
ورد فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
روي عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأ ألهاكم التكاثر عند النوم وقيَ فتنة القبر». وورد عنه صلي الله عليه وآله وسلم قال: «من قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، وأُعطيَ من الأجر كأنما قرأ ألف آية». وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأها في فريضة كُتب له ثواب مائة شهيد، ومن قرأها في نافلة كان له ثواب خمسين شهيداً».
ووردت خواص كثيرة، منها:
أحد العوامل الأساسية للتفاخر والتكاثر والمباهات هو الجهل بجزاء الآخرة وعدم الإيمان بالمعاد.
علوّ مقام اليقين على مقام التقوى والإيمان والإسلام.
إنّ النعيم المسؤول عنه الإنسان هو نعمة السلامة وفراغ البال، وقيل: إنه الصحة والسلامة والأمن، وقيل: تشمل كل النِعم.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.