“سورة الفاتحة” مكتوبة.. فضلها وأجر قراءتها

0
10

 

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ﴿۱﴾

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿۲﴾ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴿۳﴾

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴿٥﴾

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴿٦﴾

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴿۷﴾

 

سورة الفاتحة، أو الحمد، هي السورة الأولى ضمن الجزء الأول من القرآن الكريم، وهي من السور المكية. لها أسماء مشهورة كسورة السبع المثاني وفاتحة الكتاب وأمُّ الكتاب وفاتحة القرآن. تتحدث عن التوحيد وصفات الله، وعن المعاد ويوم القيامة، وقسم منها يتحدث عن الهداية والضلال باعتبارهما علامة التمييز بين المؤمن والكافر.

 

ورد التأكيد على تلاوتها في المصادر الشيعية والسنية لِما لها من الأهمية، كما ولها أحكام خاصة عند قراءتها في الصلاة الواجبة والمستحبة. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطيَ من الأجر كأنما قرأ ثُلثي القرآن، وأُعطيَ من الأجر كأنما تصدّق على كل مؤمن ومؤمنة.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بـــ (الفاتحة)؛ لأنه يُفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلاة، وتسمى أيضاً بأسماء مشهورة كسورة السبع المثاني وفاتحة الكتاب وأمُّ الكتاب وفاتحة القرآن وأمُّ القرآن وأمُّ القرى، وسورة الحمد، وسُميت بالحمد؛ لأنها مفتتحة بالحمد، وسُميت بالسبع المثاني؛ لأنها سبع آيات بلا خلاف، وتثنّى بها في كل صلاة فرض أو نفل، وسُميت أمُّ الكتاب أو أمُّ القرآن؛ لتقدّمها على سائر القرآن، وسُميت أمُّ القرى؛ لتقدمها أمام بقية السور.

 

ولها أسماء أخرى، مثل: الوافية؛ لأنها لا تنتصف بالصلاة، والكافية؛ لأنها تكفي عما سواها ولا يكفي ما سواها عنها، والأساس؛ لِما روي أنّ لكل شيءٍ أساساً وأساس القرآن الفاتحة، والشفاء؛ لِما روي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «فاتحة الكتاب شفاء من كل داء»، والصلاة؛ لما روي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «قال الله تعالى قسّمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي ونصفها لعبدي».

 

آياتها (7)، تتألف من (29) كلمة في (143) حرف. وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المائة، وسُميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.

 

ترتيب نزولها

سورة الفاتحة، من السور المكية، وقيل: إنها نزلت مرتين، مرةً في مكة ومرةً في المدينة، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (5)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الأول بالتسلسل (1) من سور القرآن.

 

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(يَوْمِ الدِّينِ): يوم الجزاء، وهو يوم القيامة.

(الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ): الطريق الذي لا اعوجاج فيه.

(الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ): الغضب لغة الشِدة، ورجل غضوب: شديد الخُلُق، وغضب الله: عقوبته.

(الضَّالِّينَ): من الضلال، وقيل: أصله الهلاك، والمراد هنا: الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق.

 

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في قسمين: الأول: يختص بحمد الله تعالى والثناء عليه. الثاني: يتضمن حاجات العبد. وإلى هذا التقسيم يُشير الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «قال الله عز وجل: قسّمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل»، كما تُعتبر السورة عرض لكل محتويات سور القرآن، فجانب منها يختص بالتوحيد وصفات الله، وجانب آخر بالمعاد ويوم القيامة، وقسم منها يتحدث عن الهداية والضلال باعتبارهما علامة التمييز بين المؤمن والكافر، وفيها أيضاً إشارات إلى حاكمية الله المطلقة، وإلى مقام ربوبيته، ونِعمه العامة والخاصة، وإلى مسألة العبادة والعبودية.

 

خصائصها

تتميّز سورة الحمد بالخصائص التالية:

الأول: سياق هذه السورة يُعبّر عن كلام عباد الله، وسياق السور الأخرى يُعبّر عن كلام الله.

الثاني: تعبّر السورة عن اتجاه الإسلام في رفض الوسطاء بين الله والإنسان، فهي تعلّم البشر أن يرتبطوا بالله مباشرة دون واسطة.

الثالث: تعتبر السورة أساس القرآن، كما رويَ عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، وهي أمُّ الكتاب»، ولفظ الأم هنا معناه الأساس والجذر.

الرابع: تعتبر هذه السورة شرف للنبي صلي الله عليه وآله وسلم، فالقرآن بعظمته يقف إلى جنب سورة الفاتحة؛ لأنّ الله سبحانه يقول: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾، كما جاء عنه صلي الله عليه وآله وسلم: «إنّ الله تعالى قال لي يا محمد ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم، فأفرد الامتنان عليَّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش».

 

أحكامها

إنَّ البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة عدا سورة براءة ووجوب الإتيان بها، وبطلان الصلاة بتعمد تركها.

وجوب قراءة فاتحة الكتاب في الثنائية وفي الأوليتين من الصلاة.

عدم جواز التأمين (قول آمين) في آخر الحمد، واستحباب قول المأموم في الصلاة وغيره: الحمد لله رب العالمين.

من لا يحسن قراءة الفاتحة في الصلاة، يجب عليه التعلّم.

لو أخلَّ بشيء عمداً من كلمات الفاتحة أو حروفها أو بدّل حرف بحرف في الصلاة بطلت.

 

قراءتها وأهميتها

التأكيد على تلاوة هذه السورة في المصادر الشيعية والسنية، فتلاوتها تبعث الروح والإيمان والصفاء في النفوس، وتقرّب العبد من الله، وتقوّي إرادته، وتزيد اندفاعه نحو تقديم المزيد من العطاء في سبيل الله، وتبعده عن ارتكاب الذنوب والانحرافات، ولذلك ورد عن الأئمة عليهم السلام أنّ أمُّ الكتاب صاعقة على رأس إبليس، وعنهم عليهم السلام: «إنّ اسم الله الأعظم مقطّع في أمّ الكتاب»، وروي عنهم أيضاً: «أنّ جميع أسرار الكتب السماويّة في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة، وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء، وقال الإمام علي عليه السلام: أنا النقطة التي تحت الباء».

 

تلاوة (إياك نعبد وإياك نستعين)

تقرأ سورة الحمد، في صلاة صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وهي ركعتان، إلّا أنه إذا وصل إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ كرّرها مائة مرة، ثم قرأ الحمد إلى آخرها، وإذا فرغ من الصلاة هلّل، ثم سبّح تسبيح الزهراء عليها السلام، ثمّ سجد وصلّى على محمّد وآله مائة مرّة، ورويَ عن الأئمة عليهم السلام: «من صلّاها فكأنّما صلاها في البيت العتيق».

 

آيات في فضل أهل البيت (ع)

ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام إنَّ معنى الصِّرَاطَ في سورة الفاتحة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومعرفته والدليل على هذا قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، وذكرت روايات أخرى أنَّ ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ هو محمد صلي الله عليه وآله وسلم وذريته عليهم السلام، وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام فسر فيها الصراط في الدنيا بأنه الإمام المفترض طاعته، وقد فسر أهل البيت (ع) ﴿الضَّالِّينَ﴾ بـ (النواصب)، و﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ بـ (الشُكاك الذين لا يعرفون الإمام عليه السلام)، و﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ فهم شيعة الإمام علي عليه السلام الذين أنعم الله عليهم بولايته فلم يغضب عليهم ولم يضلوا.

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطيَ من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن، وأُعطيَ من الأجر كأنما تصدّق على كل مؤمن ومؤمنة».

عن الإمام الصادق عليه السلام: «رنَّ (صاح) إبليس أربع رَنات أولهنَّ يوم لُعنَ، وحين أُهبطَ إلى الأرض، وحين بُعث محمد صلي الله عليه وآله وسلم على حين فترة من الرُسُل، وحين أُنزلت أمُّ الكتاب».

 

وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:

عن الإمام الصادق عليه السلام: «لو قٌرئت الحمد على ميت سبعين مرة ثمّ ردّت فيه الروح ما كان ذلك عجباً».

فهرس سور القرآن الكريم مكتوبة

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد