بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴿۱﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ﴿۲﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ﴿۳﴾ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴿٥﴾
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(بأصحاب الفيل): هم أبرهة بن الأشرم وقومه الذين جاءوا ومعهم الفيَلة لهدم الكعبة.
(كيدهم): مكرهم وحيلتهم.
(تضليل): هلاك وضياع.
(أبابيل): جماعات متفرقة، وقيل: إنّ أبابيل جمعٌ لا واحد له، وقيل: بل له واحد وهو إبالة وهي: الحزمة الكبيرة، وقيل: أبول، وقيل: إيبالة.
(ترميهم): تقذفهم.
(سجيل): طين متحجر، وقيل: إنّ أصلها فارسي مركب من كلمتين (سنگ و گل) يعني الطين المتحجر.
(العصف): ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد، فتأكله الماشية، وقيل: هو التبن، وقيل: قشر الحَب.
محتواها
القصة في هذه السورة وفي آيات الله الجليلة قد ذكرها الجاهليون في أشعارهم، تتلخّص في أنها حدثت في عام مولد الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم بأنّ الأحباش قصدوا مكة مصممين على أن يهدموا الكعبة، فساروا ويتقدمهم فيل أو أكثر حتى وصلوا إلى مكان بالقرب من مكة يُقال له (المغمس) فنزلوا فيه، وأرسل رئيسهم أبرهة إلى قريش من يخبرهم بأنه لا يريد حربهم وإنما أتى لهدم البيت، فأرسل الله عليه وعلى جيشه أسراباً من الطير ترميهم بحصى صغيرة لا تصيب أحدٍ منهم إلا أصيب بمرض الجدري يتناثر منه اللحم ويتساقط، ورحلوا هاربين بعد ذعر الجيش وصاحبه، وأصيب أبرهة بهذا الداء ومات في صنعاء.
سورة الفيل وقريش بمثابة سورة واحدة
جاء في كتب التفسير: أنه روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا (الضحى مع ألم نشرح) و (ألم تر كيف مع لإيلاف قريش). ويرى بعض مراجع الدين أن سورة الفيل وقريش بمثابة سورة واحدة، والأحوط إذا قُرأت إحداهما بعد سورة الحمد في ركعة من الصلاة الواجبة اليومية، لا بد من قراءة الأخرى.
فضيلتها وخواصها
ورد فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
روي عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ». وورد في فضيلة هذه السورة أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من قرأ في الفريضة (ألم ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين». وروي عنه عليه السلام: «ما قُرئت على مَصَاف (موقف القتال) إلا وانصرع المصَاف الثاني المقابل للقارئ لها، وما كان قراءتها إلا قوة للقلب».
ووردت خواص كثيرة، منها:
هذه الحادثة اقترنت بولادة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وكانت ممهدة للبعثة المباركة.
هذه الحادثة تؤكّد مشيئة الله تعالى في جعل هذا الحرم آمناً استجابة لدعوة إبراهيم الخليل عليه السلام.
التذكير بنعمة إلهية كبرى مَنّ الله سبحانه بها على قريش، وإنها تُبيّن أهمية هذا البيت، وأنّ هذه الواقعة كانت دالة على قدرة الصانع وعلمه وحكمته.
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ الخطاب لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والاستفهام لتقرير الواقع، أي: إنك تعلم يا محمد ما صنع الله بأصحاب الفيل وهم الأحباش، والقصد من هذا الخطاب هو: أنّ الذي أهلك أصحاب الفيل قادر على إهلاك المكذبين برسالة محمد صلي الله عليه وآله وسلم.
السورة تهديد لكل طغاة العالم من قريش أو غير قريش؛ ليعلموا أنهم لا يستطيعون أن يقاوموا ويقفوا أمام قدرة الله تعالى.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.