سورة المنافقون مكتوبة.. نزلت ففضحت مؤامرة المنافقين

0
8

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴿۱﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿۲﴾ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ﴿۳﴾

 

وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴿٤﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴿٥﴾

 

سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴿٦﴾ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ﴿۷﴾

 

يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴿۸﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴿۹﴾

 

وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴿۱۰﴾ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴿۱۱


 

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْمُنَافِقُونَ): جمع منافق، وهو اسم فاعل من النفاق الذي يعني إظهار الإيمان وإبطان الكفر.

(أَيْمَانَهُمْ): جمع يمين، وهو الحلف والقَسَم.

(جُنَّةً): ستر ووقاية.

(خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ): خشبٌ:جمع خَشَبة، وهو ما يَبسَ وجفَّ من جذوع الشجر وأغصانها، ومسنّدة: نصب الشيء متعمداً على شيء آخر.

(يُؤْفَكُونَ): يصرفون عن الحق إلى الضلال، وهو من الإفك: وهو الصرف.

 

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في أربعة أمور:

الأول: تُبيّن صفات المنافقين وتتضمن نقاطاً مهمة وحساسة.

الثاني: تحذير المؤمنين من خطط المنافقين ووجوب الانتباه إلى ذلك، ورصده بشكل دقيق.

الثالث: حثّ المؤمنين على عدم الاستغراق في الدنيا وزخرفها والانشغال بذلك عن ذكر الله.

الرابع: حثّ المسلمين على الإنفاق في سبيل الله، والانتفاع من الأموال قبل الموت.

 

شأن نزولها

جاء في كتب التفسير: إنّ نزول الآيات في غزوة المُرَيسيع وهي غزوة بني المصطلق في سنة (5) من الهجرة، وكان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خرج إليها، فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلاً وكادت أن تقع الفتنة بين الأوس والخزرج، فسمع عبد الله بن أُبي فقال: هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم وواسيتموهم بأموالكم ووقيتموهم بأنفسكم، ثم قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وكان في قومه زيد بن أرقم وكان غلاماً، فأخبر النبي بما قال عبد الله ابن أُبي، فحلف عبد الله أنه لم يقل شيئاً من ذلك، وأنّ زيداً قد كذب، فأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد الله، فلما رحل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كان زيد معه، فأخذ بأُذن زيد بن أرقم، فقال: يا غلام صدق قولك، وأنزل الله فيما قلت قرآنا، فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين، ففضح الله عبد الله بن أُبي.

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة المنافقين بُرِئ من النفاق».

عن الإمام الصادق عليه السلام: «الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربك الأعلى، وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك، فكأنما يعمل بعمل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وكان جزاءه وثوابه على الله الجنة».

 

ووردت خواص كثيرة، منها:

عن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأها على الأرمد خفّف الله عنه وأزاله، ومن قرأها على الأوجاع الباطنة سكّنتها، وتزول بقدرة الله تعالى».

 

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد