“سورة الهمزة” مكتوبة.. قراءتها تدفع الحسد، ميتة السوء، وجع العين والفقر

0
6

 

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ (۱) ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ (۲) يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ (۳) كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ (٤) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ (٥) نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ (٦) ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡـِٔدَةِ (۷) إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ (۸) فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ (۹)


 

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بــ(الهُمَزة)؛ لمُناسبَة لفظة الهُمَزة التي جاءت في أول آية، وسُميت باسم آخر وهو سورة اللمزة التي وردت أيضاً في الآية الأولى من السورة. وآياتها (9) في (33) كلمة و (134) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.

 

والهُمَزة واللُمَزة بمعنى: الشخص الذي يذكر العيوب ويغتاب. ووقع خلاف في المعنى الدقيق لهما، فقالوا مجموعة: إنّ الهُمَزة هو قول العيب أمام الشخص واللُمَزة هو قول العيب من وراء الشخص، وقيل: العكس.

 

ترتيب نزولها

سورة الهمزة من السور المكية، وترتيب نزولها هو (32) التي نزلت على الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وهذه السورة في المصحف الحالي هو (104) في الجزء الثلاثين.

 

سبب نزولها

يعتقد مجموعة من المفسرين أنّ هذه السورة نزلت في أخنس بن شريق الذي كانت عادته الغيبة والوقيعة، وقيل: في أمية أبي خلف، وقيل: في الوليد بن المغيرة لاغتيابه للرسول صلي الله عليه وآله وسلم وغضه منه، وقيل: السبب خاصاً والوعيد عاماً يتناول كلّ من باشر ذلك القبيح. ومجموعة أخرى من المفسرين قالوا: أنها نزلت بأشخاص آخرون، وهم: العاص بن وائل، وجميل بن عامر، حيث عُرِفوا بسعيهم لانتقاص شخصية الرسول صلي الله عليه وآله وسلم فنزلت بهم هذه السورة.

 

معاني مفرداتها

أهم مفردات السورة:

(وَيْلٌ): هلاك وعذاب، وأصلها (وي)، ثم كثرت في كلامهم حتى وصلوها باللام.

(هُمَزَةٍ): من الهمز، وأصله الكسر، والهمّاز الذي يغتاب الناس ويطعن في أعراضهم.

(لُّمَزَةٍ): من اللماز، وهو الشخص الذي يُعيب الناس وينال منهم بالحاجب والعين.

(وَعَدَّدَهُ): من عدّ الشيء، اي: حسبه وأحصاه.

(يَحْسَبُ): يطنُّ.

(أَخْلَدَهُ): جعله خالداً، أي: باقياً.

(كَلَّا): كلمة ردع وزجر.

(لَيُنبَذَنَّ): ليرمينَّ، وهي من النبذ وهو الرمي والطرح.

(الْحُطَمَةِ): اسم من أسماء النار سُميت بذلك لأنها تكسر وتحطّم كلما يُلقى فيها.

(الْمُوقَدَةُ): المشتعلة بقوة وشدّة.

(تَطَّلِعُ): اطلاع النار على الأفئدة وصولها إليها.

(الْأَفْئِدَةِ): جمع فؤاد وهو القلب.

(مُّؤْصَدَةٌ): مغلقة، ومنها أوصدت الباب إذا أغلقته.

(عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ): أي: العمود، وهو كلّ مستطيل من خشب وحديد، وهو ما يقوم عليه بناء البيوت.

 

محتواها

في هذه السورة تهديد لكلّ عيّابٍ مغتابٍ ولمن يعشق جمع المال، أو لمن يطلبه كثيراً؛ ليتسلط به على غيره؛ ولهذا السبب يظهر عيوب الناس، فهؤلاء يضيعون المال في حاله ومأواهم جهنم.

 

فضيلتها وخواصها

ورد فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

نقل عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ من يقرأ سورة الهمزة في صلاةٍ واجبة أُعطي لقارئها ثواب الدنيا.

 

ووردت خواص كثيرة، منها:

1- دفع وجع العين، فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: من قرأ هذه السورة كان له من الأجر بعدد من استهزأ بمحمدٍ وأصحابه، وإن قرئها على العين تعافى بإذن الله تعالى.

2- دفع الحسد، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: إذا قرأت على من به عين زالت عنه العين بقدرة الله تعالى.

3- دفع الفقر، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: من قرأ ويلٌ لكل همزة لمزة في فريضة من الفرائض نفت عنه الفقر.

4- جلب الرزق، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: من قرأ ويلٌ لكل همزة لمزة في فريضة جلبت عليه الرزق.

5- دفع ميتة السوء، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: من قرأ ويلٌ لكل همزة لمزة في فريضة دفعت عنه ميتة السوء.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد