قصاصات نسوية …. القصاصة الثانية
قصاصات نسوية …. القصاصة الثانية
وفي حقيقة الأمر ، إن الاهتمام لا يعد المؤشر الرئيسي ولا الوحيد لمقدار الارتباط العاطفي ، فقد يعبر الرجل عن اهتمامه بصور لا تطابق حاجة ومفهوم المرأة لذلك ، لأن مفهومه عند الرجل ينصرف في أغلب الأحيان من خلال توفير وتلبية حاجات الأسرة سواء ما كان منها ماديا او معنويا ، وحسب تصوره أن ما يراد منه يكفي لإثبات اهتمامه ، بينما تعّرف المرأة الاهتمام بجملة من الحاجات العاطفية التي تشتمل على بعض المفردات الرقيقة ، فضلا عن مطالبتها بتقدير جهدها الذي تبذله في الإعمال المنزلية وتربية الأبناء وتلبية رغباتها الترفيهية .
ويعد هذا التباين في تعريف الاهتمام أهم مشكلة زوجية ، وأنها من أكثر المشاكل تعقيداً وتشعباً بسبب اختلاف الحالة بين كل شريكين ، واختلاف مفهوم الاهتمام بينهما .
ومما يجب أن يرد في هذا السياق هو إن على المرأة أن تطالب بحقها في الاهتمام بشيء من الموضوعية والتدريجية ، حيث يمكنها أن تهتم بنفسها أولاً لكي تلفت نظر الزوج وان تهتم بالزوج ، وان تقدر جهده المبذول في عمله خارج المنزل ليبادلها ذات الاهتمام ، وان تستوعب ما يقدمه لها من متطلبات وتدرجها حيز الاهتمام ، وان تبادر بالأسلوب الذي تتمنى أن يعتمده زوجها في التعامل معها ، حيث يمكنها إيصال رسالتها لزوجها بطريق غير مباشر ، ومن غير تذمر او تشكي مستمر ، لان هذه الطريقة لا تجدي نفعا مع طبيعة الرجل في تقبله للأوامر والرغبات .
عموما ، فان كل زوجة يمكنها أن تميز طبيعة زوجها ، وان تتعامل وفق شخصيته ، وتتأقلم مع أسلوبه في التعامل ، مع محاولات مستمرة للفت نظره إلى الجانب الايجابي في حياتهم الزوجية .
ايمان كاظم الحجيمي