قصيدة.. جاء ميقات أربعينك زحفا

0
13

 

جاءَ مِيقاتُ أربعينِكَ زَحفا ** يا أبا العزمِ والشهادةِ طَفّا

حلَّ مِيعادُ اﻻربعينَ سَخاءً ** لِفِداءٍ أَندَى القرابينَ كفّا

فشعارُ الحسينِ أضحى لِواءً ** وجِهاداً ومنهجاً فاقَ وَصْفا

وغدَتْ كربلاءُ ثَمَّ مَآباً ** للِقاءٍ يَشُعُّ وُدَّاً ولُطفا

فالجماهيرُ آمنتْ بِحُسينٍ ** وهو رُوحٌ تَشُفُّ بالخيرْ شَفّا

في بقاعِ العراقِ طُوﻻً وعَرْضَا ** ألملايينُ أعمَرُوا اﻷرضَ رَصْفَا

هُمْ نِظامٌ وخِلَّةٌ وَوِئامٌ ** وثباتٌ على العقيدةِ أَوفى

بايعُوا نجلَ أحمدٍ بِالمَآقِي ** وقُلوبٍ تَفيضُ حٌبّاً و زُلْفَى

عاهدُوا اللهَ والوَرى أنْ يُلَبُّوا ** دعوةَ السِبطِ للفِدَا مَنْ أَعَفَّا

مَنْ شَرَى النَفْسَ بالخُلُودِ جِناناً ** وجوارِ الحبيبِ طه المُصَفَّى

هُمْ نَقاءٌ وعِفَّةٌ وسَدَادٌ ** وانطلاقٌ يَسيرُ رَهْطاً وَصَفَّا

ذِكرُهُمْ يا حُسينُ يَعْلُو وَفاءً ** لشهيدِ الطُفُوفِ جاهَدَ حَيْفَا

حاربَ البَغْيَ زُمرَةً في ضَلالٍ ** واذاقُوا اﻷنامَ قتْلاً وخَسْفَا

حاصَرَتْهُ الجُيُوشُ فَرداً وَحيداً ** وهو ظامٍ ومَنْ حَمَاهُ تَوفَّى

قاتَلَ المارِقينَ سِبطاً شُجاعاً ** ليسَ يَخشى غَدراً لِجيشٍ تَشَفَّى

قَتَلُوا الحِلمَ والتُقَى وإماماً ** قارَعَ الظُلمَ والحُكومَةَ سَيْفَا

باعَ نفسْاً زَكيَّةً في جِهادٍ ** لم يُمالِ عِدَىً ولم يَخْشَ حَتفَا

فهو حِصنُ الوَرى وَصيٌّ كريمٌ ** وإمامُ الهُدَى وللعدلِ أَكْفَا

إنَّ قَتْلَ الحُسينِ ظُلمٌ عظيمٌ ** ونِداءٌ يَظَلُّ يَحْشِدُ زَحْفَا

يومُ عاشُورَ تضحياتٌ جِسَامٌ ** وفي اﻻربعينَ اْلمَضامينُ أشْفَى

فعِراقُ الحُسينِ عَهْدٌ عظيمٌ ** ولِنَهْجِ اﻹباءِ صَرْحٌ ومَهْفَى

هوَ زَحْفٌ الى الحٌسينِ ولكنْ ** بَعْدَهُ الزحفُ للخليلِ وحَيْفَا

 

 

حميد حلمي البغدادي

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد