لماذا نقرأ ؟؟؟
ولكن لماذا نكتب ؟ وهل ما نكتبه يعد ضمن معادلة التغيير ؟
نحتاج للإجابة على هذا السؤال أن نكتب دون أن نفكر أو نبحث عن سبب يدفعنا للكتابة ! لأن الكتابة هي عملية ترجمة للأحداث والأفكار والمشاعر ؛ بلغة صامتة تحمل وقع وإيقاع .
فمن يمسك القلم ليشرع بالكتابة للمرة الأولى يكون قد شعر بضرورة طرحة لفكرة معينة ، بعد أن كوّن عنها وجهة نظر تعتمد على قراءة علمية أو تجربة فردية أو حالة شعورية ، وهو ما يدفع الكاتب بالتفكير بصوت عال مع قارئه المتخفي بين اسطره ، وأن يثير انتباهه لموضوعه الذي يعرض من خلاله معلومة ما أو ان يطرح فكرة للتأمل والبحث أو أن يمنح قارئه جرعة شعورية تعزز الجانب الحسي والوجداني لديه.
لذلك ، من الضروري أن نكتسب من خلال قراءاتنا ما يكفي لبلورة أفكارنا وإثارة مشاعرنا ، ليكون لنا بصمة مختلفة تمنح قلمنا هوية وتؤسس لنا جمهور من القراء يتفاعلون معنا بشكل أو بأخر .
ويتكون أسلوب الكاتب من خلاصة أساليب الكتّاب الذين يقرأ لهم ، ولا يعّد هذا التأثر تقمصاً أو نوعا من استنساخ التجربة ، بل هو ظاهرة صحية تشبه إلى حد ما اكتسابنا للتصرفات والعادات التي تفرضها علينا التربية والبيئة التي نشأنا فيها .
ومن أجل أن نحقق هدف الكتابة بصورة عامة ؛ سواء كانت صحفية أو إبداعية ، لا بد ان ننتهل من المنهل الأصفى ، وأن ننوع قراءتنا كتنوع الغذاء الذي يمد الجسم بالطاقة ، فالكتابة تتناسب طرديا مع القراءة ، فكلما زاد الخزين المعلوماتي والفكري واللغوي لدينا ؛ زادت معه قدرتنا على الكتابة الجادة وتوظيف الأفكار بقالب منطقي .
ومن الجدير بالذكر أن الكثير من القراء قد تكون لديهم فرصة وقدرة على الكتابة ، وقد يكتشف ذلك من باب التجربة فتكشف عن موهبة كامنة لم تظهر إلا بعد اكتشاف هذه القدرة , وممارسة المران على الكتابة.
وقد شهدت ساحات الأدب والإعلام الكثير من هكذا ولادات وتميزت هذه المواهب عن غيرها بأنها وليدة صدفة لكنها ذات دليل معرفي ؛ وربما لأنها تثبت النظريات والدراسات التي تدعم القراءة وتصرح بأنها السبيل الوحيد لفهم الحياة بكل تناقضاتها .
إيمان كاظم الحجيمي