هذا من الحروف المقطّعة في أوائل السور، هي من رموز القرآن، ولا يعرفها إلا من عرّفها اللّه تعالى.
ويمكن أن يقال فيه وجوه:
الأوّل – من جهة العدد: فانّ أعداد هذه الحروف يطابق عدد- 195، وينقص منه عدد 13 ما بين الميلاد والهجرة، ويبقى عدد 182 من أوّل الهجرة النبويّة. وهذا يطابق سنة آخر حياة الامام موسى بن جعفر ع.
وبعد هذه السنّة: تخرج الامامة عن استقلالها ونفوذها وقاطعيّتها، وتصير واقعة تحت الحكومات الجايرة وفي مضيقة ومقهوريّة.
الثاني- من جهة الحروف: فانّ هذه الحروف تشير الى موضوعات مبحوثة عنها في السورة، كالبحث عن الكبر، الكتاب، الكلام، الكفر، زكريّا. والبحث عن الهبة، الوهن، الهيّن، هارون، الهدى، الهلاكة، الهزّ. والبحث عن يحيى النبيّ. والبحث عن عيسى، العقر، العهد، العبد، العصا، العزل، العظم. والبحث عن الصبىّ، الصوم، الصراط، الصدق، الصلوة، الصبر. ويمكن ترتيب هذه الموضوعات في الجملة على ترتيب الحروف.
الثالث- كونه اشارة الى الأسماء الحسنى: وقد ورد في الأدعية الشريفة- يا كهيعص، أي يا كافي، يا هادى، يا ولىّ، يا عالم، يا صادق.
الرابع- كونه إشارة الى الغيبة الكبرى وانتهاء الغيبة الصغرى، بفوت النائب الرابع للإمام الحجّة القائم، فانّ الشيخ أبا الحسن علىّ بن محمّد السمريّ النائب الرابع من النوّاب الأربعة مات سنة 329، ووقعت الغيبة التامّة، كما في التوقيع الشريف في إكمال الدين للصدوق وغيره.
وهذا العدد يعادل أعداد الحروف المذكورة، إذا حاسبتها ملفوظة، وهي- كاف، ها، يا، عين، صاد 330، بعد كسر 13 سنة، وهذه السنة تطابق ابتداء الغيبة الكبرى.
الخامس – ما ورد من أنّ هذه الحروف اشارة الى جريان وقعة الطفّ، فالكاف كربلا. والهاء الهلاك. والياء يزيد. والعين العطش. والصاد الصبر.
المصدر: التحقيق في كلمات القرآن الكريم، الشيخ حسن المصطفوي، ج 10، ص 143-145
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.