نفحات قرآنية.. “وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا..”

0
7

إشارات:

‏- “القَرية” هنا تعني موضع اجتماع الناس أو أيّة منطقة آهلة، مدينة كانت أو رستاقاً.

‏- “بيات” عند الليل، و”قائلون” من “القيلولة”، وهي نوم نصف النهار أو الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم، ومنها “الإقالة” والتي تعني الفسخ، وتقايل البيعين، تفاسخا صفقتهما ذلك أنّ المشتري يرتاح من مشكلات الصفقة.

‏- لكلّ ظالم يوم يواجه فيه عذاب الله وسخطه، فيعترف حينئذ بما اقترفته يداه، «إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ» ولكن لات ساعة مندم، إذ لن يكون لاعترافه أثر. كما نقرأ في آية أخري: «فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا…».



‏التعاليم:

١- كثيرة هي البلاد التي هلكت بعذاب الله وبأسه، «وكَمْ«.

٢- فلنتّعظ من التجارب المريرة للآخرين، «وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.

٣- يصف القرآن الكريم هلاك القري بدلاً من هلاك البشر، بأنّه إمعانٌ منه في تصوير هول العذاب، «وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.

٤- وقوع العذاب الإلهي لا يقتصر علي يوم القيامة فقط، إذ ليس بمستبعد أن نشاهد أمثلة له في هذه الدنيا أيضاً، «وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.

٥- من يتولّ غير الله، حقّ عليه عذابه وقهره، «ولَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ… وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.

٦- إحدي السنن الإلهية إهلاك الأمة التي تعصي الله وتتبع غيره، «ولَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ… وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.

٧- إرادة الله تقلب الأمور رأساً علي عقب، «أَهْلَكْنَاهَا«.

٨- أحياناً ينزل عذاب الله تعالي بغتةً ودون سابق إنذار ليومه أو ساعته، وبذلك يسلب المرء فرصة المبادرة، «بَيَاتًا أَوهُمْ قَائِلُونَ«.

٩- عذاب القيلولة يكون مباغتاً وأشدّ وطأة وإيذاءً، «بَيَاتًا أَوهُمْ قَائِلُونَ«.

١٠- عند اليسار تطلق الشعارات جزافاً، ولكن حين يدلهمّ الخطب تخرس الألسن، «فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ…«.

١١- الأخطار والملمّات تسحق كبرياء الإنسان، وتزيح حجب الغفلة عن بصيرته وتوقظ ضميره من سباته، «إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ«.

١٢- إذا لم تمتثل اليوم بإرادتك وتخضع، فسوف تضطرّ ذات يوم إلي الركوع، «قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ«.

١٣- طاعة غير الله تعالي والتمرّد علي نهج الأنبياء (كما جاء في الآيتين السابقتين) ظلم، «كُنَّا ظَالِمِينَ«.

 

تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد