في أقل من شهر واحد، انطلقت منصة التدوينات القصيرة “بلوسكاي” Bluesky نحو قمة سوق التواصل الاجتماعي، إذ استطاعت جذب نحو مليون مستخدم بمعدل يومي إلى قاعدة مستخدميها، منذ فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.
وعقب فوز ترمب، مطلع نوفمبر، شهدت المنصة هجرة جماعية إليها من منصة “إكس”، بعد الدعم الكبير الذي قدَّمه الملياردير إيلون ماسك للرئيس الجمهوري المنتخب.
وارتفع معدل المستخدمين النشطين يومياً إلى 3.5 مليون مستخدم على Bluesky، ليصبح أقل بمقدار 1.5 مرة فقط من عدد مستخدمي Threads، التابعة لشركة “ميتا”، في صعود لافت خاصة وأن “ثريدز” كانت تضم خمسة أضعاف عدد مستخدمي بلوسكاي في بداية الشهر الجاري.
وأظهرت إحصائيات مؤسسة Similarweb، والتي نشرتها صحيفة “فاينانشيال تايمز“، أن قاعدة مستخدمي Bluesky تضاعفت بنسبة 300% منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأرجع خبراء السبب الرئيسي لذلك إلى نزوح واسع النطاق لصحافيين وأكاديميين وشركات من “إكس”، التي شهدت حالة من الفوضى منذ استحواذ ماسك عليها في نهاية 2022.
عندما تفتح منصة Bluesky عبر الويب، أو تطبيق الموبايل، ستجد أنك أمام واجهة استخدام مألوفة بكل عناصرها، إن كنت من مستخدمي “إكس”، فعلى الموقع الإلكتروني ستجد قائمة جانبية بها جميع الأدوات التي تتيح لك التنقل بين مختلف جوانب المنصة، من صفحة حسابك والصفحة الرئيسية، وكذلك تبويب قوائم المتابعة Lists، والرسائل الخاصة والإعدادات.
استخدام تطبيق Bluesky
أما على تطبيق الهواتف الذكية، فستجد أدوات التحكم في واجهة الاستخدام مصممة في هيئة أزرار في شريط مثبت أسفل واجهة الاستخدام، إلى جانب قائمة جانبية للوصول إلى بقية الأدوات، وهو النهج نفسه المتبع في “إكس” أيضاً.
وميَّزت Bluesky نفسها عن “إكس” من خلال ميزة المسارات المخصصة للمنشورات Feeds، والتي تتيح للمستخدم إمكانية تخصيص مسار يجمع عدداً معيناً من مصادر محتوى من نوع معين، بحيث يتمكن مثلاً من إنشاء مسار لآخر الأخبار حول العالم، وآخر للمعلومات المتعلقة بالسفر وهكذا.
يتوفر ذلك إلى جانب وجود تبويب باسم “اكتشف” Discover، والذي يُظهر للمستخدم عدداً كبيراً من المحتوى الذي توفره المصادر المقترحة من المنصة، وذلك على أساس تحليل تفضيلات المستخدم، وطبيعة الحسابات التي يتابعها، ويتفاعل مع المحتوى الخاص بها.
كذلك تتيح Bluesky تبويب Following، الذي يتوفر من خلاله محتوى الحسابات التي يتابعها المستخدم، مع ترتيب تلك المنشورات بشكل زمني وفق لتوقيت نشرها.
اللغة في Bluesky
المنصة لا تتوفر باللغة العربية حتى الآن، من حيث لغة واجهة الاستخدام، ولكن Bluesky توفر خيارات مختلفة لترجمة المحتوى على المنصة، بحيث يمكن للمستخدم فهم والتفاعل مع جميع المنشورات مهما كانت لغتها من خلال اختيار لغة ترجمة تلك المنشورات، بالإضافة إلى أن المستخدم يمكنه أن يختار أكثر من لغة للمنشورات التي ستظهر له داخل مختلف مسارات المحتوى Feeds، وكذلك مسار المتابعة Following، وذلك بلغات الإنجليزية (بنسختيها الأميركية والبريطانية)، والإسبانية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، واليابانية، والكورية، والروسية، والتركية، بالإضافة إلى لغات أخرى مثل الهندية، والإيرلندية، والفنلندية، والكاتالونية.
كما توفر خيارات للغات الصينية المبسطة والتقليدية، والبرتغالية (البرازيلية)، وغيرها من اللغات.
وتقوم فكرة المنصة الاجتماعية Bluesky على متابعة المستخدم للحسابات المختلفة عبر زر Follow، وذلك يتشابه بالتأكيد مع فكرة “إكس”، وكذلك مختلف المنصات الاجتماعية حالياً، والتي تعتمد على فكرة المتابعة للحصول على آخر التحديثات والمنشورات، إذ تراجعت فكرة إضافة الأصدقاء والتي كانت “فيسبوك” ابتكرتها منذ إطلاقها في 2008.
Bluesky وThreads
ويعزو البعض تفوق Bluesky على Threads إلى قرار الرئيس التنفيذي لميتا مارك زوكربيرج، بتقليل التركيز على المحتوى السياسي في الأخيرة.
وقد أدى هذا القرار إلى إحباط العديد من المستخدمين الذين يبحثون عن منصات تعزز النقاش العام.
ويرى متابعون أن هذه الخطوة ربما جاءت للحفاظ على علاقات جيدة مع ترمب، مما أثَّر سلباً على إمكانيات “ثريدز” كمنصة للنقاش السياسي والثقافي.
ورغم النجاح الكبير، لا تزال Bluesky تواجه العديد من التحديات، وذلك يشمل الأعطال المتكررة، والمشكلات التقنية، ورصد الحسابات المزيفة.
ومع الإقبال الكبير الذي تشهده المنصة من عدد المستخدمين، ستحتاج الشركة المطوّرة إلى التحرك سريعاً لمواكبة معدلات النمو.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.