حكايات| يحظر على أرضها الموت والولادة.. سر بلدة لونجييربين

0
55

لقد لامست أقدامك أرضها.. هل اكتشفت سرها؟ ففي وسط هذا البياض الساحر الذي يكسو جميع أطرافها ومبانيها والدببة القطبية التي تتحرك حولك والمساحات الممتدة التي تحوط بيك والهدوء الذي يسيطر على المكان لتظن أنك جزء من عالم خيالي قد تجد ما تخفيه هذه البلدة النرويجية فلا تترك سحرها وتفاصيلها تتملكك فهذه البلدة لديها عدد من القواعد الصارمة التي لا يجب تخطيها ويكمن بها سرها.

في أقصى شمال الكرة الأرضية حيث المساحات الممتدة من الثلوج ودرجات الحرارة التي قد تصل إلى 30 درجة تحت الصفر في أيام الشتاء القارس و5 تحت الصفر في أيام الصيف الحارة وموطن الدببة القطبية يقع أرخبيل “سفالبارد” الذي يحتضن بلدة ” لونجييربين” النرويجية التي تمتلك الكثير من القواعد الصارمة بداية من حظر عمليات الولادة وحتى منع الموت والدفن في أرضها وفقا لموقع نورواي توداي.

قواعد قد تبدو شاذة وغريبة وتحمل العديد من الألغاز ففي أي مدينة يمنع دفن سكانها في أرضها حتى يمنع استقبال ساكن جديد لها ووسط كل هذا الغموض وقبل أن يتجه العقل لحل الكثير من الألغاز كشف التاريخ سر هذه الأرض وقواعدها المثيرة.

في البداية كانت بلدة ” لونجييربين” النرويجية مثل أي بلدة أخرى تستقبل جثث سكانها الذين يعيشون على أرضها من عمال المناجم والعلماء المختصين بدراسة الحياة في القطب الشمالي والعاملين في مجال السياحة ليبلغ إجمالي عدد سكانها 2000 شخص يعيشون وسط 3000 دب قطبي حتى عام 1918 تلك النقطة الفاصلة التي أنهت طبيعة تلك البلدة النرويجية.

ففي عام 1918 توفى أحد عمال المناجم بفيروس الإنفلونزا الإسبانية القاتل وفي 1950 اكتشفت سلطات بلدة “لونجييربين” آثار للفيروس في جثته المدفونة في مقبرة البلدة وبسبب موقع تلك البلدة التي أجبرها على أن تكون ذات مناخ متجمد طوال أيام السنة حتى في أكثر الشهور دفئا وحرارة تظل المقبرة محتفظة بالجثث المدفونة فيها متجمدة لا تتحلل لسنوات طويلة.

ما يعني أن تظل الجثث محتفظة بفيروساتها وان تظل هذه الفيروسات في حالة خمول مما يزيد من نسب المخاطرة في حالة انتشار المرض مرة أخرى لتصدر السلطات قرار منذ ذلك الوقت بعدم دفن أي شخص في مقبرة البلدة وفي بعض الحالات الاستثنائية يسمح بحرق الجثث بعد الحصول على موافقات رسمية.

واذا كنت تظن أن المشكلة في الموت فإنها امتدت حتى في الحياة مع استقبال مولود جديد حيث حظرت ” لونجييربين” أيضا الولادة على أرضها ولهذا قبل أن تضع المرأة مولودها بـ 3 اسابيع تضطر للعودة إلى البر الرئيسي لتنجب طفلها وذلك خوفا من حدوث مضاعفات أثناء الولادة وعدم القدرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها ولطفلها بسبب ضعف الإمكانيات في المستشفى المحلي الصغير وفقا لموقع مينسيلش.

وعلى الرغم من أن ارض ” لونجييربين” لا تستقبل الاموات ولا المواليد الجدد إلا أنها تحتضن في باطنها وعلى عمق 150 متر ” قبو يوم القيامة” والذي يضم مئات الآلاف من بذور النباتات التي يتم استخدامها للمساعدة في تجديد المحاصيل المفقودة في حالة وقوع كارثة عالمية وتطوير أصناف جديدة.

اقرأ أيضا

حكايات| كنيسة كفر الدير.. «تحفة معمارية» من أقدم كنائس الوجه البحري 

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد