بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴿1﴾ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴿2﴾ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴿3﴾ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴿4﴾ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴿5﴾
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ﴿2﴾ إِلٰهِ النَّاسِ﴿3﴾ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴿5﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴿6﴾
سبب التسمية
اشتهرت سورتا الفلق والناس بـ”المعوذتين” وذلك لأنهما تبتدئان بعبارة ﴿قُلْ اَعوذُ﴾. فيقول ابن شهر آشوب لأن أغلب المصادر ذكرت بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يحصّن الحسنين بسورتي ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ ولذلك سميت هاتان السورتان بالمعوذتين.
نزول السورتين
بحسب رواية نقلها عقبة بن عامر من الرسول (صلى الله عليه وآله)، لقد نزلت المعوذتان معا، حيث قال الرسول: “نزلت علي سورتان لم أر مثلهما، ويقال لهما المشقشقتان يعني المعوذتين”. السيوطي أيضا يؤيد هذه الرواية ويقول إن هاتان السورتان مدنيتان ونزلت في حكاية سحر لبيد بن الأعصم، وهذا ما يذكره البيهقي في دلائل النبوة أيضا.
يُروى عن الإمام الصادق (ع) أن الرسول قد اشتكى من شدة الوجع، فأتيا جبرائيل وميكائيل وجلس جبرائيل عند رأس الرسول وقرأ سورة الفلق، وقعد ميكائيل عند قدمه وقرأ سورة الناس وعوذاه.
المُشَقشَقتان
ذُكرت هاتان السورتان في بعض المصادر تحت مسمى “المشقشقتين” أيضا، كقولهم خطيب مشقشق. وهو الذي إذا أخرج الكلام انتخب أحسنه، وكذلك المعوذتان فإنهما جمعتا أحسن ما يُستعاذ منه. وهناك من ذكر هذه التسمية لسورتي الكافرون والإخلاص.
سورة الفلق
سورة الفلق، هي السورة الثالثة عشر بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية. اسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وهي ترشد المؤمنين إلى كيفية الاستعاذة بالله تعالى من شر كل الأشرار، وإن يوكّلوا أمرهم إليه، ومحتوى السورة شبيه من محتوى سورة الناس.
جاء في كتب التفسير: إنّ الآية في قوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ تصديق لتأثير السحر في الجملة. وهي إحدى القلاقل الأربعة وهي السور التي تبدأ بقوله تعالى: (قل). وورد في فضل قراءتها عدّة روايات منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ المعوذتين، فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى كلها.
تسميتها وآياتها
آياتها (5)، تتألف من (23) كلمة في (73) حرف، وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة. وللسورة تسميات عديدة، منها:
الفلق، سُميت السورة بهذا الاسم لقوله تعالى ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾.
المُعَوّذة، سُميت بالمعوذة؛ لأن السورة توصي بالاستعاذة بالله تعالى عند الشدائد والفتن.
المقشقشة، سُميت المقشقشة؛ لأنّها تحتُّ الذنوب وتبرئ الإنسان منها كما يبرأ المريض من علّته؛ ولذلك قيل قشقش المريض أي برئ.
وتسمّى هذه السورة وكل من سورة الكافرون والإخلاص والناس بالقلاقل الأربعة؛ لأنها تبدأ بقوله تعالى (قُل)، وسورة الفلق هي السورة الثالثة من بين هذه السور.
ترتيب نزولها
سورة الفلق من السور المكية، وقيل: إنها مدنية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (20)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (113) من سور القرآن.
شأن نزولها
جاء في بعض كتب التفسير حول شأن نزول السورة: إنّ هذه السورة والناس نزلتا معاً، وقصتها: إنّ رجلاً من اليهود سحر النبي (ص)، فمرض، فأتاه جبرائيل ونزل عليه بالمعوذتين وقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان، فأرسل علياً، فأخرج أسنان المشط ومعها وتر، قد عُقد فيه أحدى عشرة عُقدة مغرزة بالإبَر، فجاء بها النبي، فجعل يقرأ المعوذتين عليها، فكان كلما قرأ آية انحلّت عُقدة ووجد صلي الله عليه وآله وسلم خفّة حتى انحلت العقدة الأخيرة عند تمام السورتين.
وهناك من شكك في صحة هذه الرواية؛ لعدم استطاعة اليهود فعل ذلك، فلو كان بمقدورهم هذا، كان باستطاعتهم أن يصدوه عن أهدافه بالسحر، والله سبحانه قد حفظ نبيه كي يؤدي مهام النبوة والرسالة.
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
(الْفَلَقِ): شقّ الشيء وفَصلِه وإبانته، وفلقتُ الشيء: أي: شققته، والمراد هنا هو الصبح.
(غَاسِقٍ): الليل شديد الظُلمة.
(وَقَبَ): أي: دخل
(النَّفَّاثَاتِ): جمع نفاثة، وهنّ النساء الساحرات اللواتي ينفُثنَ، أي: ينفُخنَ من ريقهنَّ في عقد الخيط حين يسحرنَ.
(الْعُقَدِ): وإحداها عقدة، والعقد هو الجمع بين أطراف الشيء، كعقد الحبل وعقد البناء ونحوها، واستعير ذلك لغيرها من المعاني، كعقد البيع وعقد العهد.
(حَسَدَ): تمني زوال النعمة عن الغير. وعكسها الغبطة التي تعني تمني مثل ما عند الغير من النعمة دون أن تزول منه.
محتواها
تتضمن السورة تعاليم النبي (ص) خاصة، وللناس عامة، حيثُ تقضي أن يستعينوا بالله من شر كل الأشرار، وإن يوكلّوا أمرهم إليه، ويأمنوا من كل شر في اللجوء إليه.
آراء المفسرون حول السحر
قوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾، جاء في كتب التفسير: إنّ الآية تصديق لتأثير السحر في الجملة، ونظيرها قوله تعالى في قصة هاروت وماروت: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، ونظيره ما في قصة سحرة فرعون، وقيل: المراد بالنفاثات في العقد: النساء اللاتي يُملن آراء الرجال ويَصرفنهم عن مرادهم ويَردُدنهم إلى آراءهنَّ، لأن العزم والرأي يُعبر عنهما بالعقد، والعادة جرت أن من حلَّ عقداً نفث فيه.
فضيلتها وخواصها
من فضائلها:
عن النبي (ص): «من قرأ المعوذتين، فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى كلها».
عن الإمام الباقرعليه السلام: «من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وَترَك».
من خواصها:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: «ما من أحدٍ في حد الصِبا يتعهد في كل ليلة قراءة (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) كل واحدة ثلاث مرات، و(قل هو الله أحد) مائة مرة، وإن لم يقدر فخمسين؛ إلا صرف الله عنه كل لَمَم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة، ويدور الدم أبداً ما تعهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فإن تعهد بنفسه بذلك أو تُعهِد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزوجل نفسه».
سورة الناس
سورة الناس، هي السورة الرابعة عشر بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية. اسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. وهي ترشد المؤمنين إلى كيفية الاستعاذة بالله تعالى من شر الموسوسين، ومحتوى السورة شبيه من محتوى سورة الفلق؛ لأنّ كِلا السورتين يدوران حول الاستعاذة بالله من الشرور والآفات.
كما أنها إحدى القلاقل الأربعة، وهي السور التي تبدأ بقوله تعالى: (قل). وورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي (ص): لقد أُنزلت عليَّ سورتان (المعوذتين) ما أُنزل مثلهما، وإنك لن تقرأ سورتين أحبّ ولا أرضى عند الله منهما.
تسميتها وآياتها
للسورة تسميات عديدة، منها:
النّاس، والسبب وراء تسميتها بالنّاس وجود المفردة في قوله تعالى (ربّ الناس)، وهي ترشد الناس إلى كيفية الاستعاذة بالله تعالى من شر الناس.
المُعَوّذة، إنّما سميّت بالمعوذّة لأنّ الإنسان عند قراءتها يستعيذ بالله تعالى من وساوس الشيطان. وهذه السورة وسورة الفلق تسميّان بالمعوذتين.
المقشقشة، وإنّما سميّت المقشقشة لأنّها تحتُّ الذنوب وتبرئ الإنسان منها كما يبرأ المريض من علّته؛ ولذلك قيل قشقش المريض أي برئ.
وتسمّى هذه السورة وكل من سورة الكافرون والإخلاص والفلق بالقلاقل الأربعة؛ لأنها تبدأ بقوله تعالى “قُل”، وسورة الناس هي السورة الرابعة من بين هذه السور.
آياتها (6)، تتألف من (20) كلمة في (80) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.
ترتيب نزولها
سورة الناس من السور المكية، وقيل: إنها مدنية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (21)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (114) من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
(الْوَسْوَاسِ): هو الكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم. فهو الشيطان – ذكر بوصف من أوصافه- لأنه يلقي بالخواطر الرديئة في خفاء.
(الْخَنَّاسِ): الخنوس: هو الاختفاء بعد الظهور، أو هو المتواري المختفي عند ذكر الله.
(الْجِنَّةِ): هم جماعة الجن، والجن: نوع من أنواع المخلوقات الخفية أخبر عنها القرآن وهي مقابل الأنس.
محتواها
في هذه السورة يأمر الله تعالى النبي (ص) باعتباره القدوة والأسوة أن يستعيذ بالله من شر الموسوسين، ومحتوى السورة شبيه بمحتوى سورة الفلق، فكلاهما يدوران حول الاستعاذة بالله من الشرور والآفات، مع فارق أنّ سورة الفلق تتعرّض لأنواع الشرور، وهذه السورة تُركّز على شرط (الوسواس الخناس).
من خواصها:
عن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأها في منزله كل ليلة، أمِن من الجنّ والوسواس، ومن كتبها وعلّقها على الأطفال الصغار حفظوا من الجان بإذن الله تعالى».
المصدر: ويكي شيعة
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.