آراء تربوية حول التعامل مع كذب الأطفال

0
21

بعد أن سألنا متابعين صفحة مركز إعلام المرأة والطفل على تطبيق الفيس بوك السؤال التالي:

اكتشفت أن طفلك يكذب ولا يقول الحقيقة, كيف تعالج ذلك؟

وصلتنا مجموعة من الردود؛ أخترنا لكم منها الأجوبة التالية:

الرد الأول:

1- حاول ألا تحشر الطفل في زاوية ضيقة، وتطلب منه الاعتراف بجرم ارتكبه أو خطأ وقع فيه.

2- علينا الالتزام بالصدق أولًا, فلن يلتزم الطفل بالصدق في أسرة يكذب فيها الأب على الأم، والأخ الكبير على الصغير وهكذا.

3- من المهم ألا نعطي الطفل انطباعًا بأن الكذب سينجيه من العقوبة، بل علينا أن نقرر له بوضوح أن الصدق يخفف من عقوبة الخطأ الذي ارتكبه، وأن إخفاء الخطأ الذي وقع فيه، يستوجب عقوبتين:

عقوبة الخطأ، وعقوبة الكذب.

4- علينا ألا نُرسِّخ في وعي الطفل أنه كذاب، فهذا يحمله على الإكثار من الكذب، ولكن علينا أن نثني أمامه على الصادقين، ونشجعه على الصدق، ونمدح كل موقف صدق صدر منه.

5- قد لا نتمكن من معالجة الكذب لدى الأطفال إلا إذا عرفنا السبب الحقيقي الذي يدفعه إليه، فإذا كان السبب هو الخوف من العقوبة، خفّضّنا العقوبة، وأعطينا الطفل قدرًا جيدًا من الشعور بالأمان، مع العمل على إقناعه بخطورة التمادي في ارتكاب الأخطاء.

وإذا كان الدافع إلى الكذب هو التقليل من شأن الآخرين، ذكّرناه بأهمية الإنصاف والتشجيع واحترام الآخرين.

وإذا كان الطفل يكذب لأنه يقلد أحد أفراد أسرته الكبار وقفنا وقفة صادقة مع أنفسنا، وعملنا على تحمل مسؤولياتنا في استقامة ألسنتنا.

وإذا كان سبب الكذب هو الشعور بالنقص أو الحرمان، عملنا على تعزيز قيمة الثقة بالنفس والاعتراف بالواقع، وعملنا على دلالة الطفل على نقاط القوة والتفوق لديه ولدى أسرته.


الرد الثاني:

في موضوع الكذب يجب عليَّ أولا كأم أن أميّز بين الكذب والخيال، لان ذاكرة الأطفال مليئة بالتخيلات، فممكن ان يحبكون قصصًا واحداثا او يضيفون على مواقف معينة اشياء لم تحدث بالأصل.

أما اذا اكتشفت انَّ الموضوع هو كذبٌ متكررٌ بالفعل فعليَّ أن أبحثَ عن السبب..؟!

وأولُ مكانٍ أبحث فيه هو البيئة، كما نعلم أن التربية في معظم الاحيان هي بالقدوة اي بالتأثر.. وهناك خصال كثيرة كالكرم والكذب والصدق تكون مكتسبة مني كأم او من الاب او من المدرسة او من الرفاق، فعندما أعدُ طفلي ولا أفي بالوعد، او يهاتفني احدهم او يُطرقُ عليَّ الباب وأقولُ لأولادي قل لهم أني لست هنا، والأمثال في هذا الصّدد كثيرة، ففي هذه المواقف وغيرها اغرس في اطفالي دون أشعر آفّة الكذب، ايضا من الأسباب التي تورث عادة الكذب هي الاسلوب التربوي العنيف ككثرة الصراخ والعقاب والمحاسبة، فعندما يخطئ الطفل يخفي على والديه امورا كثيرة خوفا من العقاب.

اما الحلول التي يجب ان اعالج بها:

اولا: مراقبة نفسي والبيئة المحيطة، كي استبدلَ هذه الخصلة بخصلة الصدق وأجعل اطفالي يرثون ويكتسبون صفة الصدق اكتسابا من خلال المواقف والتصرفات والوفاء بالوعود وما شابه.

ثانيا: أشعِرُ طفلي بالأمان وأعِده بالمسامحة كي يعترف بالخطأ وابقى عند وعدي، أُكثرُ من الحوار وابتعد قدر الامكان عن اسلوب التهديد والوعيد والصراخ والعقاب.

ثالثا: اسرد على مسامعه صفات النموذج القدوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكيف كان يُعرف بالصادق الامين وجعبة الاسلام مليئة بأجمل القصص عن نبينا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأُركز على الجانب التأثيري لهاتين الصفتين من ناحية اعجاب الناس به وبأخلاقه، كما أسردُ على مسامعه قصصًا مناسبة لعمره عن آفة الكذب ومدى تأثيرها على شخصية الفرد وكيف يشمئز الناس منها وكم لها من آثار سلبية.

رابعا: احاول ان امدح طفلي دائما بانه صادق ويتكلم الصدق، وانه يكرهُ الكذب كي اعوده على هذه الصفة لا شعوريا وكي لا يعتاد على لقب (الكذّاب) ويصبح الامرُ عاديا بالنسبة له، اشعره بالثقة واحيطه بالمحبة وأتحلى بالحكمة والثقافة والصبر والوعي في المواقف واتخاذ القرارات وكيفية معالجة الأمور، واسأل الله أن يعينني ويقدّرني ويوفقني كي اربي اولادي كما يحبُّ ويرضى على نهج آل البيت (عليهم السلام)، لأن التربية ليست فقط جهدًا شخصيا انما تحتاج الى دعاء وتوفيق من رب العالمين.

إعداد واحة المرأة

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد