أبواب دمشق

0
32

والأبواب هي:

۱ ـ الباب الشرقي

يقع على الجهة الشرقية من السور، وينتهي عنده الشارع المستقيم الواصل بين الباب الشرقي وباب الجابية. بُني في العهد الروماني أوائل القرن الثالث للميلاد، وجُدّد في عهد نور الدين زنكي سنة ٥٥۹هـ / ۱۱٦۳م، كما جدد بناء المئذنة في عهد السلطان العثماني مراد الثالث قبيل سنة ۹۹۰هـ / ۱٥۸۲م.

يتألف الباب من ثلاث فتحات أكبرها الأوسط، الذي يقابل منتصف الشارع المستقيم. سُدّتْ هذه الفتحة والفتحة الجنوبية في القرون الوسطى، ولم يَبقَ إلاّ الفتحة الشمالية التي تعلوها صفوف من أحجار السور. وبقي الوضع كذلك حتّى عهد قريب حيث تم الكشف عن الأجزاء التي كانت مختفية منه وفتحت الفتحات الثلاث.

ومستوى أرض الباب أعلى من مستواه القديم، وكانت توجد خارجه باشورة (سوق صغيرة) ذات حوانيت، يمكن إغلاقها ليتمكن أهلها من البقاء فيها، لدى حدوث الغارات أو إقامة الحصار على المدينة. وهذه الباشورة كغيرها من الباشورات الموجودة قرب الأبواب الأخرى، هي من عمل نور الدين زنكي، الذي قام أيضاً ببناء مسجد ومنارة عند كل باب من أبواب المدينة، وذلك بغية مراقبة العدد من مكان مرتفع عند اقترابه من دمشق إبان الحملات الصليبية، إضافة إلى الأذان.

ومن أهم الأحداث التي وقعت عند هذا الباب، نزول خالد بن الوليد عندما فتح دمشق سنة (۱٤ هـ / ٦۳٥م)، ومنه دخل عبد الله بن علي حين احتلها العباسيون سنة (۱۳۲ هـ / ۷٤۹ م).

۲ ـ باب توما

يقع باب توما في الجهة الشمالية الشرقية من سور دمشق، وهو في الأصل باب روماني نسب لأحد عظمائهم واسمه (توما). كانت عنده كنيسة حولت إلى مسجد فيما بعد، وارتفعت فوقه مئذنة كالباب الشرقي، كما كانت توجد عنده باشورة على غرار الأبواب الأخرى.

أعيد بناؤه بشكل جديد زمن الملك الناصر داود بن الملك عيسى الأيوبي سنة (٦۲٥ هـ / ۱۲۲۸ م) كما تشير إلى ذلك كتابة في داخله، وجُدّد في زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون بواسطة نائبه في دمشق الأمير تنكز سنة (۷۳٤ هـ / ۱۳۳۳م) كما تنص على ذلك كتابة على عتبة الباب من خارجه.

أُزيل المسجد الذي كان عنده أثناء تنظيم المنطقة في بدايات العهد الفرنسي، وبقيت المئذنة إلى أن أزالها المهندس أيكوشار في الثلاثينات من القرن العشرين قبيل الحرب العالمية الثانية بسنوات.

يعتبر باب توما نموذجاً من نماذج المنشآت العسكرية الأيوبية التي تَقدّمَ صنعها تقدماً مدهشاً في أول القرن الثالث عشر الميلادي. يعلوه قوس مجزوء، وشرفتان بارزتان لهما دور عسكري وتزييني معاً، وبينهما كوّات الدفاع المستطيلة. أما طبقة الباب العلوية فهي مهدمة ومصلّحة. وينسب باب توما كما أرود ابن عساكر إلى كوكب الزهرة.

۳ ـ باب الجنيق

لا توجد معلومات وافية عنه، غير أنه ذكر في المراجع بأنه يقع بين باب توما وباب السلام، وقد سُدّ منذ عهد بعيد، وكانت عنده كنيسة حولت إلى جامع صار بيوتاً للسكن فيما بعد.

٤ ـ باب السلام

من أبواب دمشق الشمالية، يقع غرب باب الجنيق ويقوم في منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق، يقول ابن عساكر في تسميته: «سُمّي بذلك تفاؤلاً، لأنّه لا يتهيأ القتال على البلد من ناحيته، لما دونه من الأنهار والأشجار… وكان الذين يدخلون دمشق يدخلون منه للسلام على الخلفاء.

اختلفت الروايات حول أصله، فمنهم من نسبه إلى العصر الروماني، ومنهم من قال بأنه لا يبعد أن يكون قد بُني لأول مرة في زمن نور الدين زنكي سنة (٥٦۰ هـ / ۱۱٦٤ م)، ثم تهدّم فجدده الملك الصالح أيوب سنة (٦٤۱ هـ / ۱۲٤۳ م)، وعلى عتبته من الخارج كتابة تشير إلى ذلك. كما كانت تعلوه مئذنة على غرار باب توما والباب الشرقي. وله درفتان مصفحتان بالحديد، وهو ثاني باب أيوبي أنشئ بعد باب توما، ويشبهه بقوسه وكوته وشرفاته، ويمتاز عنه بأنه لم يُرمّم في زمن المماليك. ولم يزل في حالة جيدة.

٥ ـ باب الفراديس

ويسمّى أيضاً باب العمارة، يقع في الجهة الشمالية للسور، وتعود تسميته إلى العهد الروماني لكثرة البساتين أمامه، أعاد إنشاءه الملك الصالح عماد الدين إسماعيل سنة (٦۳۹ هـ / ۱۲٤۱ م)، وهو حالياً موجود ضمن سور العمارة وتحيط به المحلات التجارية من الجهة الخارجية للسور.

٦ ـ باب الفَرَج

يقع في الجهة الشمالية من سور دمشق، بين العصرونية والمناخلية. لذلك يسمى أحياناً باب المناخلية، كذلك يسمى باب البوابجية.

يلاحظ أن عدد أبواب المدينة في الجهة الشمالية أكثر منه في الجهات الأخرى، بسبب عدم إمكان توقع هجوم من هذه الجهة للحماية التي توفرها قنوات المياه (بردى وفروع العقرباني والداعياني) إضافةً لصعوبة التضاريس الناتجة عن سفوح قاسيون.

أحدث الباب نور الدين وسمي باب الفرج لما وجد الناس فيه من الفرج، وجدد أيام سيف الدين بن أبي بكر أيوب عام ٦۸۹هـ وهو باب مزدوج.

۷ ـ باب النصر

كان يقع على الجهة الغربية للسور جنوب القلعة مباين عند سوق الأروام (بداية سوق الحميدية من جهة شارع النصر). أنشأه نور الدين ثم هدم أيام الوالي العثماني رشيدي باشا الشرواني سنة ۲۸۰هـ / ۱۸٦۳م.

۸ ـ باب الجابية

كان يقع غرب سور المدينة جنوب باب النصر، وهو يكاد يواجه الباب الشرقي، ويصل بينهما السوق الطويل (الشارع المستقيم).

يماثل باب الجابية الباب الشرقي من حيث التصميم، إذ كان يتألف من ثلاث فتحات أكبرها هي الوسطى. وقد سمّي بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى قرية الجابية التي تقع في الجولان. أعاد إنشاءه نور الدين سنة (٥٦۰ هـ / ۱۱٦٤ م)، ثم جدده ناصر الدين داود بن عيسى.

۹ ـ الباب الصغير

يسمى أيضاً باب الشاغور ويقوم في طرف السور الجنوبي مكان باب روماني قديم، والباب الحالي جدّده نور الدين وعليه كتابة مستطيلة بالخط الكوفي تشير إلى أن نور الدين رفع حق التسفير عن التجِّار الذاهبين إلى العراق والقافلين منه.

جُدّد الباب ثانية في زمن الأيوبيين، وعليه كتابة تذكر أن السلطان عيسى ابن الملك العادل هو الذي قام بهذا العمل سنة ٦۲۳هـ، ويظهر أن ذلك لم يكن إلا دعماً لما قام به نور الدين.

سُمّي بالباب الصغير لأنه أصغر أبواب دمشق. وسبب ذلك خطورة الجنوب لدفاع دمشق كونه مفتوحاً عكس الشمال المحمي بالأنهار والأشجار.

يعلو الباب قوس مدوَّر، وفوق القوس من الداخل قبة على شكل المهد، وله مصراعان مُلبَّسان بصفائح الحديد المثبتة بمسامير غليظة، يتحركان بارتكازهما على عضادتين صغيرتين علويتين، وعضادتين سفليتين ومنه دخل تيمورلنك عام ۸۰۳هـ.

۱۰ ـ باب كيسان

يقع إلى الجهة الجنوبية للسور قبالة دوّار المطار في شارع ابن عساكر، قام نور الدين بسده، ثم أُعيد فتحه في عهد المماليك سنة (۷٦٥ / ۱۳٦۳م) على يد الملك الأشرف ناصر الدين شعبان الثاني، ورمّم مجدداً في عهد الانتداب الفرنسي.

كان في قربه مسجد جدده نائب الشام سيف الدين منكلي بُغا، وتشير اللوحة الأثرية عند هذا الباب أنه جدد في العهد العربي، وأُدخلت عليه تعديلات عام ۱۹۲٥م، وحالياً أصبح الباب مدخلاً لكنيسة القديس بولس (سانت بول) التي شيدت عام ۱۹۳۹م. وتروي المصادر التاريخية أن هذه الكنيسة بنيت في نفس المكان الذي تم فيه إنزال بولس بسلة من فوق السور، فتمكن من الوصول إلى أوروبا حيث نشر الديانة المسيحية.

*******

المصدر: موقع www.imamreza.net.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد