السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انا امرأة متزوجة منذ خمسة سنوات اعمل, في مجال المحامى, دخلي المادي جيد, وحياتي يكسوها الاستقرار بكل الجوانب الا ان مشكلة واحدة تعكر صفوة تفاهمي مع زوجي وهي عدم رضاه بالإنفاق على والديَّ, أخواتي غير موظفات وهو يصر بان تساهما في المصاريف, ولكونهن رباب بيوت ليس بمقدورهن ذلك, ولأني العاملة بينهما تكلفت بمصاريف والديَّ وحدي لأبر بوالديَّ واكسب رضا الله, كثرت نقاشاتنا حيال هذا الموضوع وفي كل مرة يزداد حدة النقاش حتى اصبحت علاقتنا متوترة, ومؤخرا بدأت اكذب بان شقيقتاي قد ساهمتا بالمصاريف لأتجنب أي تصادم معه, اشعر اني اغرق في بحر الكذب واخشى عواقب الامر ان كشف الحقيقة احتاج أن ترشدوني إلى الصواب.
الرد من قبل أحد المختصين بالتوجيه الديني والإرشاد الأسري:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… أختنا الكريمة ان الشريعة الإسلامية حددت مسؤوليات تتعلق بكل فرد متى كان بالغا عاقلا، سواء كان ذكرا أم أنثى، والدا أم ولدا، رئيساً أم مرؤوساً.
اذ تترتب هذه المسؤوليات على جوانب عدة لا يسع المقام لذكرها, الا ان اهمها هي بر الوالدين.
اذ من الواجبات التي أكدها القران الكريم, الإحسان إليهما وتلبية متطلباتهما والإنفاق عليهما متى ما كانا في حاجة إلى ذلك.
كما يجوز لك ان تنفقي عليهما بدون ان تخبري زوجك, لسببين الاول المال مالك وليس له الحق ان يتدخل في صرفه, وثانيا هما والديك و من واجبك ان تساعديهما شرعا وعرفا وعقلا وقانونا, وهذا لا يتنافى مع طاعتك لزوجك.
وأدعوكِ الأخت البارة بأن تحاولي إيضاح مسألة مهمة لزوجكِ بأسلوب هادئ وهي أن مساعدتكِ لوالديكِ سيكون لها آثار وأبعاد إيجابية على مجمل حياتك ومن هذه الأمور:
1- الانسان يحتاج لكل عمل صالح في حياته لينعكس على توفيقه, ولدرء كل مكروه.
2- انعكاس ذلك على تربيتك لأبنائك وترسيخ مبدأ التعاون والبر في نفوسهم منذ الصغر وتعوديهم على تعزيز علاقاتهم الاجتماعية وتقوية صلة الرحم.
3- من كان له خير في والديه سيكون له خيرا في من يحب, من هذا المنطلق عليكِ ان تشعريه بأن العطاء حب, والحب عطاء.
4- تفادي تأنيب الضمير في حال فقدان أحد الأبوين والشعور بالتقصير في رعايتهما أثناء حياتهما.
5- وأخيرا رطبي لسانك بالدعاء لزوجك بسعة الرزق, وتليين قلبه في تقدير موقفك من عائلتك.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.