– أسباب الاضطرابات اللغوية عند الأطفال:
كما أشرنا حديثنا في الجزء الأول، أنه ليس من السهل دائماً تحديد سبب معاناة الطفل من اضطراب في اللغة أو الإخفاق في تعلم واكتساب اللغة، فهناك عدد من الحالات يبقى السبب غير معروف حتى مع اتباع أدق الوسائل في التشخيص والتقييم. ويمكن تقسيم اضطرابات اللغة إلى مجموعتين أساسيتين؛ وهما:
أ- اضطرابات اللغة الأساس أو المحددة.
ب- اضطرابات اللغة الثانوية.
ضمن المجموعة الأولى توجد اضطرابات في اللغة فقط دون وجود اضطراب آخر. اذ يتشابه اضطراب اللغة عند هذه الفئة من الأطفال مع اضطراب اللغة الذي نجده عند الأشخاص البالغين والذين فقدوا قدراتهم اللغوية أو أصيبت هذه القدرات باضطراب بعد إصابتهم بأذى معين (نزيف أو تجلط على سبيل المثال) في المناطق اللغوية في الدماغ والموجودة في نصف الدماغ الأيسر عند الغالبية العظمى من الناس. وتظهر الصعوبة في إثبات أن اضطراب اللغة عند الطفل يعود إلى إصابة المناطق اللغوية في الدماغ أو عدم تطورها إلى الحد الكافي، وبالتالي عجز الطفل عن اكتساب وتعلم اللغة أو معاناته من اضطراب في جوانب مختلفة في اللغة. وفي الوقت الحالي يستعمل مصطلح اضطراب اللغة المحدد والذي يعرف اختصاراً SLD.
أما المجموعة الثانية فيكون سبب الاضطراب اللغوي واضحاً إذ يعاني الطفل من اضطراب محدد وتكون مشكلة اللغة أو التأخر في اكتسابها ناتجاً عن هذا الاضطراب أي أن اضطراب اللغة هو ثانوي للمشكلة الأساس التي يعاني منها الطفل ومن هنا جاءت التسمية باضطرابات اللغة الثانوية.
ومن أهم الاضطرابات والعوامل التي تسبب حدوث تأخر أو اضطراب في اللغة هي :
1- ضعف أو فقدان السمع:
تختلف الاضطرابات اللغوية عند إصابة حاسة السمع في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتماداً على عوامل وظروف عديدة من أهمها زمن حدوث إصابة السمع، فهناك اختلاف في القدرات اللغوية بين الطفل الذي يولد مصاباً بفقدان أو ضعف في السمع وبين الطفل الذي يصاب بفقدان السمع بعد اكتساب اللغة أو اكتساب قدراً معقولاً من القدرات اللغوية، ففي الحالة الأولى تكون مشكلة اللغة أشد.
ويعتمد الأمر كذلك على فعالية التدخل المبكر والتزود بالمعين السمعي الصحيح والملائم لمشكلة السمع فكلما كان هناك تدخل مبكر فعال وصحيح كلما تطورت القدرات اللغوية بشكل أفضل وتمكن الطفل من اكتساب اللغة والكلام والأداء التواصلي الشفهي بشكل جيد.
ومن الأمور الأخرى التي تعتمد عليها شدة المشكلة اللغوية عند المصابين بحاسة السمع هي درجة وشدة فقدان السمع فالطفل الذي يعاني من ضعف بسيط في السمع لا يتجاوز مستوى 40 ديسبل يختلف عن الطفل الذي يعاني من فقدان السمع الشديد أو العميق والذي يتجاوز مستوى 90 ديسبل.
الاستشارية زهراء التميمي / مركز الإرشاد الأسري
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.