في تاريخ الخلفاء للسيوطي:
«في سنة ۳٦۰ هـ أعلن المؤذّنون بدمشق في الأذان «حَيَّ على خير العمل» بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق المعزّ لدين الله، ولم يَجسُر أحد على مخالفته. وفي سنة ۳٦٤ هـ وبعدها غلا الرفض وفار بمصر والشام والمغرب والمشرق ونودي بقطع صلاة التراويح من جهة العُبَيدي».
ويقصد بالعبيدي: الخليفة الفاطمي.
وقال الذهبي (ت ۷٤۸ هـ): «كان النَّصْب مذهباً لأهل دمشق في وقت، كما كان الرفض مذهباً لهم في وقت وهو في دولة بني عبيد (أي الفاطميين)، ثم عدم ولله الحمد النصب، وبقي الرفض خفياً خاملاً».
وذكر ابن جُبير في رِحلته التي كانت في القرن السابع عند الكلام على دمشق كثرة الشيعة بتلك البلاد، فقال: «وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنّيين بها».
واليوم يوجد في دمشق عدة ألوف من الشيعة.
وقد أقام فيها السيّد محسن الأمين منذ سنة ۱۳۱۹ هـ حتّى وفاته سنة ۱۳۷۱ هـ ۱۹٥۲ م) ودفن في مقام السيدة زينب بضاحيتها.
وقد كانت إقامته فيها مصدر خير كثير للشيعة، حيث أنشأ لهم المدارس والمعاهد والجمعيات وألّف بينهم وبين غيرهم من السنيين، وفيها كتب مؤلفاته، كما دعم الحركات الوطنية المناهضة للاستعمار. وقد أشار إلى ذلك الأستاذ منح الصلح في مقال له في مجلة الديار حيث جاء فيه بعد أن تحدث عن عبد الحميد بن باديس علامة الجزائر:
«… والنموذج الثاني بين رجال الدين، على العلاقة الخلافة بين العمل الوطني والإسلام هو: المجتهد الأكبر السيّد محسن الأمين الذي كان في دمشق إمام العمل الوطني السوري ومرجع المذهب الشيعي الأعلى، فهو على الصعيد الديني لم يَقلّ أثراً وسعةَ أفق عن محمد عبده. وعلى الصعيد الوطني كان رأس الوطنيين السوريين، وفي بيته أعلنت الحركة الوطنية في سورية سنة ۱۹۳٦م إضراب الستّة أشهر الشهير».
لذلك قررت حكومة الاستقلال بعد قيام الحكم الوطني إطلاق اسمه على منطقة بكاملها من دمشق في الجهة التي كان يسكن فيها فأسمتها «حَيّ الأمين». وتقوم في الحي نفسه «المدرسة المحسنية».
*******
المصدر: موقع www.imamreza.net.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.