وردتنا أسئلة واستفسارات كثيرة إلى مركز الإرشاد الأسري من فتيات مقبلات على الزواج, ففي هذه المرحلة يرتفع منسوب القلق والتوجس من الإقبال على حياة جديدة, والتعود على تغيير المناخ الأسري بعد الارتباط, وخصوصا فيما يتعلق بموضوع السن المناسب للزواج؛ لذا أعد كادر واحة المرأة هذا الموضوع بالتعاون مع مركز الإرشاد الأسري للوقوف على أهم تفاصيل هذه المرحلة.
ليس هناك سن معينة للزواج وإنما هناك استعداد للزواج وهذا الاستعداد لا يتحقق إلا إذا كان الرجل والمرأة قد وضعا الزواج في مقدمة أهدافهما في الحياة
فالبعض يعتبره مغامرة لينفث بها عن رغباته أو حلقة ضيقة يعيش داخلها ليحصل على ما ينقصه من عاطفة فينظر له على انه مجرد أداء وضيفي, متناسيا الأمور التي يرتكز عليها ذلك الرباط المقدس من احتواء وواجب ديني ومصيري لما يقدمه للمجتمع لأجيال المستقبل حيث تحمل الحياة الكثير في طياتها من التحديات وهناك تحديات مغايرة لما يظنه البعض, فقد تكون أعظم التحديات في الحياة هي مواجهة الرجل والمرأة لتجربة الزواج ليكون ناجحا, إذن متى يكون الرجل والمرأة مستعدين لقبول هذا التحدي؟ وهل هناك صفات خاصة يجب إن يتميز بها الرجل والمرأة لخوض هذه التجربة ؟
وهي تجربة الخروج من حياة الوحدة إلى حياة المسؤولية والشراكة بكل ما يحيط بها من واجبات والتزامات وتناقضات بين الرأي أو العمل وفرق العمر ؟
تحديات الزواج
الزواج أعظم تحديات الحياة, وهذا يتوقف بالتأكيد على طبيعة الجنسين ومدى إدراكهم لهذه المسألة, وما هي الفكرة المرسومة التي من خلالها يتضح الهدف والغاية من هذا الارتباط, بيد إن الاستعداد للشراكة يتوقف على قابلية كلا الطرفين, ومدى استعدادهما للخوض في غمار هكذا تجربة, أما بالنسبة للصفات التي يتحتم أن تتوفر في هذه المرحلة فهناك جملة من القواعد والأساسيات لكلا الطرفين, لكن الأهم هو الأساس الديني الذي يشكل الملكة الأولى التي تقف ورائها باقي الملكات, وبالتالي تتحقق السعادة الأسرية وتشيع مبادئ المحبة والألفة بين أفراد تلك الأسرة ما دام ذلك الأساس ثابت وراسخ.
كما ينبغي للطرفين أن يبحثا عن الهدف الأصلي للزواج فالإنسان الذي يروم المقامات العلى ويسعى جاهدا لاجتناب الرذائل والخطايا ينبغي له أن يرتبط بزوج صالح وموافق من اجل الوصول إلى هدفه الرفيع بشكل أفضل واقل عناء.
إن التحديات في الزواج تحديات حقيقية وكثيرة وهي تتطلب ثقافة الفكر وسعة الصدر والإدراك السليم, حيث يدركه الرجل والمرأة, فالزواج لا يكتمل بهذا الحفل التقليدي الذي يقام, وإنما الواقع إن الحياة تبدأ من هذا اليوم الذي يتم فيه عقد ذلك الرباط الذي يكبر معه الزوجان بنموهما عاطفيا وماديا وأدبيا.
ومع هذا النمو تزداد علاقتهما قوة وصلابة حتى لا يكون نصيب هذا الزواج الموت كما يموت أي شيء حي, إذا أدرك الزوجان كل هذه الأمور استطاعا أن يتغلبا على كل التحديات تلك التي تواجه كل رجل وامرأة في أعظم تجربة لهما في الحياة وهي تجربة الزواج.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.