بوجه متجهم وبقسوة مفرطة ! صرخت بوجه أبنتها ذات الثمان سنوات ، على اقترافها خطأ ” فادح ” و” ذنب لا يغتفر ” …
على الرغم من كون هذا الخطأ لم ” يخرق قوانين مقدسة” أو ” يتجاوز حدود معينة ومُعّلمة ” … ولم يكن سوى حادث بسيط حدث ، ورغماً عنها !!!
أنه … ليس غير سقوط هاتف والدتها من يدها وبدون قصد .
موقف يمكن أن يحصل مع أي منا ، صغيرا كان أم كبيرا .
ولكن مزاج الأم الذي كان ليس على ما يرام ، بسبب بعض المشاكل الزوجية ، جعل من الصغيرة ضحية لذلك ، حيث عاقبتها بمنعها من وجبة طعام الغداء …
وما ان أسدل الستار عن نهار طويل بالنسبة للصغيرة ، وعند مائدة العشاء ، دار حوار طويل وممل بين الأم والأب على مرأى ومسمع من الطفلة المعاقبة ، حيث قالت الأم وهي تستجدي عطف زوجها :
ـــ لماذا تنظر للأمور من زاوية واحدة ؟ ولماذا تتسرع بالقرارات ؟ ألا يجدر بك أن تمنحني فرصة للتفاهم ؟ لطالما كانت ردودك سريعة وقاسية !!! تعاتبني على أشياء بسيطة ! تحدث رغماً عني ! ولكنك لا تفكر أبداً قبل أن تجرحني بكلماتك !
هكذا تابعت الزوجة حديثها وسط لامبالاة زوجها وتجاهله لصراخها ، أما أبنتها فقد كانت تفكر بكل كلمة تصدر من والدتها ، وتعي ما يقال أمامها تماماً ، ولكنها كانت تربط حديث والدتها بالعقوبة والقسوة التي صدرت منها قبل ساعات ! وتساءلت بصمت مطبق وحيرة مذهلة …
ـــ لماذا لا تطبق أمي كلامها معي ؟ ولماذا تبدو دائماً متوترة ومنفعلة ؟
شعور الصغيرة بالظلم كان في منأى عن أدراك والدتها ! مما جعلها تتساءل عن سبب التناقض في تصرفات أمها ، كونها تبدو قاسية وغير منصفة وتريد بالمقابل العطف والإنصاف ممن حولها !!!
مع ذلك تعاطفت الصغيرة مع والدتها بكثير من البراءة ، ولم تعاتبها البتة ، مع أنها مضت لغرفتها وهي تحبس دموعها كي لا تتسبب بمشكلة أخرى ومناورة جديدة بين والديها .
للأسف … كل ما يصدر من الكبار حتى وأن كان خطأ ، يتبعه تبرير معين ! لكن الصغار حينما يخطئون لا نجد تبرير لأخطائهم ، وهذا هو الخطأ في حد ذاته ، فتقصير بعض الإباء والأمهات تجاه مراعاة مشاعر صغارهم يسبب بعض المشاكل النفسية لدى الصغار كالعزلة والكذب والتبول اللاإرادي والعناد …
لذا يفترض أن نكون أكثر حرص وحكمة في التعامل مع صغارنا ، ومهما يصدر منهم من أخطاء فهناك قواعد وطرق معينة للتعامل مع كل حالة ، فالقسوة تعود غالباً برد فعل سلبي ، ولا تّقوم أفعال الطفل بل على العكس ، قد تكون لها نتائجها عكسية ، لذلك لابد من هدنة من نوبات التوتر والغضب مع الأطفال والتفكير جيداً بأن لهم مشاعر ورغبات ، ومن الضروري عدم الاستهانة بها .
ايمان كاظم الحجيمي
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.