طوّر باحثون بجامعة واشنطن الأميركية خاتماً ذكياً جديداً؛ يسمح للمستخدمين بالتحكم في أجهزة منازلهم الذكية عن بُعد بسهولة، عبر الضغط على زر واحد فقط.
ووفق ما عرضه الفريق البحثي خلال المؤتمر السنوي للواجهات البرمجية للمستخدمين ACM Symposium 2024، فإن الخاتم الجديد، والذي يحمل اسم IRIS، مزود بتقنية البلوتوث التي تجعله متصلاً بهاتف المستخدم، إلى جانب كاميرا صغيرة يتم الاعتماد عليها لرؤية الجهاز الذي يرغب المستخدم في التحكم به.
يتيح الخاتم للمستخدم التحكم في الأجهزة الذكية المحيطة به، مثل شاشات التلفزيون، والمصابيح الذكية، ومكبرات الصوت المتصلة بالإنترنت، وغيرها من الأجهزة التي تتواجد داخل منزل المستخدم.
كما يمكن التحكم في الأجهزة التي تتيح وسائل تحكم تدريجي، مثل مكبرات الصوت التي تسمح بالتحكم في رفع أو خفض مستوى الصوت، وبعض المصابيح الذكية التي تسمح بالتحكم في شدة أو لون الإضاءة، ويتم ذلك من خلال قيام المستخدم بحركة دائرية بقبضة يده التي يرتدي فيها الخاتم الذكي للوصول إلى مستوى التحكم المطلوب.
الخاتم الجديد يحمل بطارية قادرة على تشغيله من خلال شحنة واحدة كاملة لمدة تتراوح بين 16، و24 ساعة متواصلة من الاستخدام.
وأشار ماروشي، طالب الدكتوراه بجامعة واشنطن وأحد الباحثين الرئيسيين في الفريق، إلى أن الخاتم يتيح درجة تحكم كبيرة تفتقر إليها أنظمة التحكم بالأوامر الصوتية، نظراً إلى بعض التعقيد الذي يواجهه المستخدم عندما يحاول تشغيل أو غلق أحد الأجهزة أو المصابيح في الغرفة التي يتواجد بها، وقد يخطئ المساعد الصوتي الجهاز الذي يقصده المستخدم أو درجة الصوت التي يحتاج إلى ضبط مكبر الصوت عليها.
الاعتماد على الكاميرا
يعمل الخاتم اعتماداً على الكاميرا التي تتواجد بداخله، إذ إن تلك الكاميرا تساعد في التقاط صورة للجهاز المطلوب التحكم به وترسلها عبر البلوتوث لاسلكياً إلى هاتف المستخدم ليتم معالجتها والتأكد من الجهاز المطلوب التحكم به، ومن ثم يمكن تنفيذ الأمر المطلوب على الجهاز بشكل فوري بمعدل تأخير أقل من ثانية واحدة.
ووضع الباحثون طريقة لضغط الصور التي تلتقطها كاميرا الخاتم قبل إرسالها إلى هاتف المستخدم، وذلك لتقليل الاستهلاك وسرعة عملية الإرسال، وبدلاً من إرسال الخاتم الصور طوال الوقت، مما سيؤثر على طول عمر بطاريته، فإنه خلال ثلاث ثوانٍ من عدم الاستخدام يتم وقف تشغيل الكاميرا وعملية الإرسال، إلى أن يحتاج المستخدم التحكم في أحد الأجهزة ويضغط على الزر الموجود في الخاتم، حينها يتم تفعيل عمل الكاميرا مرة أخرى.
وفي تجربة عملية على 23 مبحوثاً، فضّلت عينة البحث استخدام خاتم IRIS الجديد على الأوامر الصوتية بمعدل الضعف لسهولة الاستخدام وسرعة تنفيذ الأمر، فبمتوسط المدة المستغرقة للتنفيذ، فإن الخاتم أسرع من الأوامر الصوتية في عملية التحكم بمعدل ثانيتين كاملتين.
يستهدف الفريق مستقبلاً تضمين التقنية الجديدة داخل الأجهزة القابلة للارتداء على اليد، مثل أساور اللياقة والساعات الذكية، مشيراً إلى أن تلك التقنية ستغير من تجربة المستخدمين في التعامل مع الأجهزة الذكية التي أصبحت منتشرة حولهم في أماكن العمل ومنازلهم، وبالتالي تتخطى مزايا تلك الأجهزة مجرد تتبع المؤشرات الحيوية، مثل نبض القلب ومعدل التنفس، لتصبح وسيلة عملية للتحكم في الأجهزة.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
