حكايات| إبداع الصعايدة.. «بيزنس الجريد» بلمسة «الأستاذ» جمال

0
13

على أرض قنا، يقف أبناء الصعيد بالمرصاد لأي حرفة في طريقها للاندثار، يعيدون الروح إليها، ومن بين تلك الحرف صناعة منتجات جريد النخيل من الأثاث المنزلي والفنادق والمقاهي، فضلا عن بعض الصناعات الأخرى مثل العسل الأسود والفخار والفركة.

 

وصناعة منتجات الجريد مثل الكراسي والمناضد والأسرة والأقفاص وغيرها من الصناعات التراثية، ابتكرها الفراعنة منذ صناعة الأكواخ، وأبدع فيها أبناء الصعيد، وتعتبر مصدر للرزق لمئات الصنايعية وأسرهم في مختلف قرى قنا.

 

 

وبالرغم من تطور صناعة جريد النخيل، في الآونة الأخيرة، ومحاولة الصناع مواكبة العصر الحديث، إلا أن الصناعة الشهيرة باتت مهددة بالاندثار، بسبب المنتجات البلاستيكية التي غزت الأسواق. 

 

يجلس عم جمال، مدرس بالمعاش، كل يوم مكرسا حياته لصناعة المنتجات من جريد النخيل، منذ قرابة 50 سنة، وتوارث هذه المهنة عن الأجداد، وبأيادي تتلف في حرير، يشكل العديد من المنتجات من جريد النخيل، ليمارس هوايته القديمة في تشكيل تحف فنية من الجريد.

 

 

المُعلم والمعلِم.. لقبان يحتفظ بهم الأستاذ جمال في قنا، فلقد اكتسب خبرة التعليم في الدراسة، وخبرة التعلم في صناعة الجريد، والآن يروي لـ«بوابة أخبار اليوم»، تفاصيل الصناعة الشهيرة وما ألمّ بها، من مخاطر تهدد استمرار هذه الصناعة. 

 

ومراحل صناعة المنتجات من الجريد، تبدأ من اعتلاء النخيل «طلوع النخيل» وتقطيع الجريد، ونقله إلى مكان الصناعة وتهذيبه، مرورا بمراحل التثقيب والتركيب والصنفرة، حتى يتم تشكيل المنتجات منه وبيعها.

 

 

ويشير إلى أن صناعة منتجات الجريد، يُستخدم فيها سكين أو منجل وماسورة ومدقة، حيث أن صناعة الأقفاص من الجريد ليست موسيمية، ولكنها متتالية، بسبب استخدام الأقفاص في تخزين ونقل الخضراوات والفاكهة بشكل مستمر.

 

وما بين هذا وذاك تقف مشكلات في وجه صانعي الأقفاص مثلا من الجريد، وتتمثل في أن المشتري هو الذي يحدد سعر المنتج مع الصانع، ويرغمه على سعر معين لتصنيعه.

 

 

ويختتم عم جمال حديثه بالتأكيد على أن والده «قفّاص» وامتهن هذه المهنة عن والده وأجداده، وبدأ في تعلم صناعة هذه المهنة، حيث كانت في البداية كلعبة يلعب بها ولكنه مع مرور الزمن تطور وأتقن ذلك، منذ صغره وأيضا عندما كان معلما في التربية والتعليم، ثم استمر في ذلك حتى بعد خروجه على المعاش.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد