يحتفظ التاريخ الإنساني بمجموعة من أبشع عقوبات الإعدام، وكان من بينها الحكم بالموت عبر وسيلة الحليب والعسل وأسراب من الحشرات الجائعة.. فكيف كان يتم ذلك؟
كواحدة من جرائم الإعدام المرعبة، كان المحكوم عليه بالقتل، يتحمل أسابيع من التعذيب وهو موضوع على متن قارب بعد وضع كميات من العسل على جسمه مع إجباره على تناول كمية كبيرة من الحليب ليواجه واحدة من أسوأ العقوبات في التاريخ البشري.
اعتاد الفرس قديما على اللجوء إلى العسل والحليب ثم إطباق أسراب من الحشرات الجائعة والفئران على جسد المدان فيما يعرف بالسكافيز أحد أكثر أساليب الإعدام رعباً التي ابتكرها الجنس البشري على الإطلاق.
اقرأ أيضا:حكايات| عسل الهلوسة.. أقوى من «الفياجرا» وأخطر الأسلحة العسكرية
لقد حلم البشر بمجموعة متنوعة من الطرق المخيفة والملهمة لقتل بعضهم البعض لآلاف السنين، ومن أساليب الإعدام في العصور الوسطى إلى عمليات الإعدام الفاشلة، استخدمت كل فترة تاريخية الأدوات المتاحة للتخلص من المدانين.
ومن بين كل الحضارات، يمكن القول إن الإمبراطورية الفارسية تفوقت على الجميع، عندما خلقت تلك الطريقة حوالي عام 500 قبل الميلاد؛ إذ كانت طريقة الإعدام القديمة هذه تُعرف أيضًا باسم “القوارب”، والتي يتم وضع الضحايا في قاربين مجوفين قبل أن تبدأ معاناتهم.
فقط كان مسموح ببروز رؤوسهم وأطرافهم بينما تظل جثثهم محاصرة بالداخل، كان الضحية يتغذى بالقوة على الحليب والعسل، بينما يتولى الجلادون يسكبون العسل على وجه الضحية – ووصلت الحشرات ليس فقط لتتغذى على السجناء، بل تدخل أجسادهم لتتغذى عليهم من الداخل إلى الخارج.
ورغم ذلك يشير البعض إلى أن أول ذكر تاريخي للسكافيز كان في أعمال الفيلسوف اليوناني الروماني بلوتارخ، والذي تحدث عن مشاهدته مثل هذا الإعدام بعد أن قتل جندي يدعى ميثريداتس سايروس الأصغر شقيق الملك أرتحشستا الثاني.
ولأن الجندي سايروس قد منع محاولة للإطاحة بالملك فظل الملك أرتحشستا ممتنًا، لكنه طالب بإبقاء هذا سرًا لكن الجندي كان ينسى هذا العهد ويفتخر وهو مخمور بقتل كورش نفسه في مأدبة.
وعندما سمع الملك أرتحشستا الثاني بهذا الأمر، حكم عليه بالموت من أجل خيانته وطالبه بالموت ببطء وفي النهاية عانى ميثريدس 17 يومًا قبل موته.
وكتب الفيلسوف بلوتارخ أن الملك “أمر بإعدام ميثريداتس في القوارب المميتة والتي يتم الإعدام بالطريقة التالية.. أخذ زورقين مؤطرين تمامًا بحيث يتناسبان ويجيبان على بعضهما البعض ويستلقي في أحدهما المجرم الذي يعاني على ظهره.. ثم يغطونه بالآخر ويجمعهما معًا بحيث يترك رأسه ويديه وقدميه في الخارج ويغلق باقي جسده في الداخل.. يقدمون له الطعام وإذا رفض الأكل يجبرونه على فعل ذلك عن طريق وخز عينيه ثم بعد أن يأكل، يبلونه بمزيج من الحليب والعسل”.
شرح بلوتارخ كيف تم سكب هذا الخليط أيضًا على وجه الضحية الذي تقرح في الشمس مع استمرار التعذيب لمدة أيام.. ففي البداية يتم جذب الذباب فقط للضحية ومع ذلك عندما كان السجين يتغوط في القوارب المغلقة ويتقيأ ، ظهرت الحشرات لتزحف داخل القوارب المغلقة.
وحكى الفيلسوف اليوناني: “عندما يكون الرجل ميتًا بشكل واضح، يتم خلع القارب العلوي، يجدون لحمه يلتهم، وأسراب من هذه المخلوقات الصاخبة تفترسه كما كانت تنمو إلى داخله.. وبهذه الطريقة انتهى ميثريدس أخيرًا بعد معاناته لمدة سبعة عشر يومًا”.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.