مشهد سينمائى تقليدي.. تقترب سيارة من شخص فجأة وتجده ينظر لها في صدمة لتعتقد أنه لا منقذ له ولكن بشكل متوقع يظهر المنقذ الذي يدفع الشخص من أمام السيارة وتصطدم في النهايه به لتجد نفسك تعلق على المشهد بسخرية عن سبب ثبات الشخص الأول أمام السيارة وهو أمامه فرصة لإنقاذ نفسه بالهروب.
قد تكون رؤية مخرج أو هكذا تتطلب الحبكة الدرامية ولكن علميا الإجابة مختلفة ليكون السر في ” تجميد البشر” فمن الطبيعي أن يكون رد فعل أي إنسان عند مشاهدة الخطر يقترب منه أن يهرب ولكن هناك من يصل إلى حالة الجمود التي تصل إلى درجة الشلل المؤقت ليقف الفرد أمام الخطر وكأنه ينتظره من زمن.
يحدث هذا عند مشاهدة الفرد لكائن إنسان الغاب الأسطوري الذي أكد البعض أنهم رأوه ورأوا اثاره في غابات أمريكا فبحسب باحث أمريكي يدعى “مات بيرت” فإن إنسان الغاب يمكن أن يجمد البشر إلى حالة من الشلل المختلط بالذعر لتعتقد أن هذا الكائن يمتلك من القدرات الغامضة ما يمكنه من خلالها على السيطرة على عقول البشر لدرجة تجميد اي شخص يكتشفه في الغابة مؤقتا وفقا لموقع ” ديلي ستار”.
اقرأ ايضا:حكايات| جيمس «المريض البطل».. دمر سرطان خلايا ميركل النادر
وهو ما اكتشفه “مات” عندما طارده إنسان الغاب هو ومجموعة أخرى أثناء التخييم ليؤكد أن ما حدث للأشخاص من حالة تجمد أدت إلى اختلاف نظريات تأثير انسان الغاب على الشخص فمن الايمان بأن ما يسيطر على الفرد هو نوع من الطاقة الروحية مرورا بالتخاطر لتنتهي بحالة علمية تسمى ” الاستجابة المتجمدة / الجمود المنشط”.
وتعتقد أن كل هذا ما هو إلا جزء من قصة أسطورية فمن يمكن أن يرى كائن اسطوري مثل إنسان الغاب بل من يمكن أن يرى وحش في غابة ويظل مكانه ولا يهرب فمثل هذه من ردات الفعل لا نشاهدها كثيرا ومكانها الطبيعي جزء من مشهد سينمائى مكرر ولكن حقيقة الأمر مختلف.
الجمود المنشط
صحيح أن ما نراه عند مواجهة شخص ما تهديد فإن جسمه يستجيب بسرعة وتلقائية لحمايته من الخطر إما بالقتال أو الهروب ولكن هذا الأمر ليس الحقيقة كاملة بل جزء من الحقيقة ففي الواقع عندما يواجه الشخص تهديد فإنه يتجمد أولا حتى ولو لجزء من الثانية لتقييم الموقف بسرعة ثم تأتي ردة الفعل المتوقعة القتال أو الهروب ولكن ليس الجميع يمتلك نفس رد الفعل فهناك من يظل في فترة جموده.
ويظهر “الجمود المنشط” تلك الحالة الجامدة التي لا يتحرك فيها الشخص استجابة للخوف الشديد حيث يدخل الجسم في حالة عدم الحركة عندما يحسم أن الجري أو المقاومة يمكن أن تزيد من خطر الألم أو المعاناة في استجابة اللاوعي وفقا لموقع ” mcasa”.
وأكثر من يتعرض لهذا النوع من ردات الفعل هم ضحايا العنف الجنسي عندما يتم الاعتداء على شخص ما فقد يشعر بأنه أصبح متيبس وصلب وغير قادر على الحركة إما لجزء من الاعتداء أو طوال الحدث الصادم الكامل في حالة من “التجمد” لتكون تلك الحالة من الشلل المؤقت التي يصاب بها الشخص عند رؤية إنسان الغاب لا تتعلق بقوة الوحش الذي تواجهه وانما تنطلق من أدمغتنا عند شعورها بتهديد محتمل في استجابة لاإرادية لا يمكنك التغلب عليها.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.