حكايات| حديقة الصخور.. مملكة عملاقة من نفايات المنازل والمصانع

0
18

إذا قادك الحظ إلى السفر للهند وتحديداً في شانديجار، كن على ثقة أنك ستشاهد ما لا عين رأت من قبل ولا خطر على بالك؛ حيث لن تصدق أن حديقة ضخمة كلها مصنوعة من القمامة وبقايا النفايات.

 

حديقة كان شعار مصمموها الدقة والصبر باعتبارها يصنعان المعجزات، ليبقى السؤال هنا: كيف كانت المقدرة والتفكير الجبار والعمل الشاق لتحويل القمامة إلى منحوتات تخطف وتسحر الأنظار في الهند وتحديداً في شانديجار؟

 

وحديقة الصخرة واحدة من أجمل الحدائق التي تخطف الأنظار من الوهلة الأولى لها ولا تعتقد أنها من صنع القمامة وبقايا الطعام؛ حيث بدأ العمل بها 1957، وذلك بشكل سري على يد نيك تشاند المسؤول الحكومي، والذي يعد مؤسسها الأول، حيث بدأ ببنائها سرًا من النفايات الصناعية والمنزلية الملقاة بعيدًا.

 

اقرأ أيضا | «شلالات إيراوان» .. وجهة القصص الخيالية في تايلاند

 

وتنتشر الحديقة على مساحة تبلغ 12 فدانا، وذلك بعد أن كان في بداياته فدان واحد فقط، إلا أنه توسع وأصبح معلمًا بارزًا يزوره كل يوم 5000 سائح، كما أصبح عدد زائريها منذ إنشائها إلى الآن اثني عشر مليون زائر.

 

 

صخرة الحديقة تحتوي تماثيل مصنوعة من السيراميك والخزف المكسور المعاد استخدامها؛ حيث يقوم تشاند بجمع المواد من مواقع الهدم في جميع أنحاء المدينة، ويعيد تشكيلها حسب رؤيته الخاصة والمبهرة، وكل هذه العمليات تتم في غابة قريبة من عمله، وذلك في سرية تامة وإخفاء للأمر لمدة طويلة وصلت إلى ثمانية عشر عاماً إلى أن تم اكتشافها من قبل السلطات الرسمية عام 1975.

 

تضم هذه التماثيل الفخارية منحوتات لأشكال فنية كثيرة كالراقصين والموسيقيين والحيوانات والطيور، كما أن هذه الحديقة كانت معرضة لخطر الهدم في بداياتها إلا أن تشاند تمكن من كسب تأييد الرأي العام إلى جانبه، وحافظ على وجودها لتصبح فيما بعد مزاراً ومقصداً سياحياً يقصده الآلاف كل يوم.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد