أهداف أقل ما يقال عنها إنها نبيلة تسعى إلى إرساء قواعد إنسانية تخلى عنها البعض في لحظات سيطرة صعوبة الحياة فمثل ما تمسك البعض بمبادئه الإنسانية تجاهل عدد آخر هذه الأهداف ولكن في كل عصر يأتي من يذكر العالم بهذه الأهداف الإنسانية وعلى قدر أهميتها كانت طريقة الاعتراض على التخلي عنها ونسيانها غير متوقعة فمن يتمكن من الاستمرار على قيد الحياة وجسده لا يلامس الماء.
بالتأكيد ستجد من يقول لا يمكن أن يتمكن الإنسان من الاستمرار في العيش يومين دون الاستحمام فهي ليست مؤشر على اهتمام الفرد بنظافته فقط ولكنها عنصر أساسي يحمي الشخص من الإصابة بالعديد من الأمراض الجسدية والنفسية ولكن هذا لم يحدث مع «دارامديف رام»، الذي حرم الماء على جسده لأكثر من 22 عاما نذرا حتى تتحقق مطالبه من أجل الإنسانية.
«منع الاستحمام».. هكذا حارب دارامديف رام، ذلك الرجل الذي يبلغ من العمر 62 عاما ويعيش في قرية بايكونثبور بولاية بيهار الهندية لتحقيق مطالبه الإنسانية فعند بلوغه سن الـ40 عاما، تعهد دارامديف بالتوقف عن الاستحمام حتى تتوقف الجريمة ضد المرأة والنزاعات على الأراضي وقتل الحيوانات البريئة بشكل كامل، بحسب موقع «تايمز نيوز».
ورغم ما وقع له من أحداث خلال هذه الفترة إلا أنه لم يقطع عهده ولو لمرة واحدة منذ عام 1987 حينما أدرك أن النزاعات على الأراضي وقتل الحيوانات والفظائع ضد النساء قد بدأت في الازدياد فقرر أن يعترض بطريقته وتعهد بعدم الاستحمام حتى تتوقف تلك الأفعال بشكل تام وقدم استقالته عام 2000 من المصنع الذي يعمل فيه لبدء تنفيذ عهده.
ولكن ضغطت عليه عائلته وأجبرته على العودة إلى العمل مرة أخرى ومع استمراره في نذره بعدم الاستحمام قرر مدير المصنع فصله عن العمل ليكون عاطلا عن العمل من وقتها رغبة في تنفيذه لنذره حتى توفت زوجته ” مايا ديفي” في عام 2003 وبعد سنوات قليلة توفى أحد أبنائه حتى توفي ابنه الآخر في شهر يوليو من هذا العام ورغم كل هذه الأحداث إلا أنه ما زال متمسكا بنذره ليثبت للجميع مدى إخلاصه للوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه قبل 22 عام طالما لم تتحقق اهدافه النبيلة.
وعلى الرغم من استمرار دارامديف بمنع الاستحمام لأكثر من عقدين إلا أنه لم يصاب بأي مشكلة صحية متوقعة نتيجة عدم الاستحمام فبحسب موقع « dailymedicalinfo»، فإن عدم الاستحمام قد يؤدي إلى الإصابة بحكة في الجلد والتسبب بأمراض مثل الإكزيما والتينيا مع ظهور حب الشباب نتيجة تراكم الجراثيم والميكروبات على البشرة.
ليكون دارامديف مثال مثير للدهشة فعلى الرغم من سوء النظافة إلا أنه لم يعاني من أي مرض ويبدو أنه يتمتع بصحة جيدة لرجل في مثل عمره حتى أن جهوده لإنهاء العنف ضد النساء والحيوانات والقضاء على النزاعات على الأراضي قد انتشرت في كافة الأوساط وعلى مجال واسع ولم تقتصر على حدود قريته فقط.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.