ورشة على ضفاف النيل بمركز أبوتيج جنوب بمحافظة أسيوط، يقف فيها حسين أحمد حسين وشقيقه محمود يصنعان من خشب الكافور أربع عارضات لبناء مركب “فلوكة”.. هنا جنة بناء السفن.
تحمل مهنة بناء السفن من الأسرار الكثير بداية من كونها حرفة النبي نوح عليه السلام مع بعض التطوير ككسوة جسم السفينة بخشب الموسكي ثم يكسوانه ڤايبر حتى يعزل من الماء.
يروي حسين أحمد: “نحن الجيل الرابع من صناع الفلك أو المراكب الشراعية أو بالمجاديف الخاصة بالصيد ورثناها أب عن جد، وعائلتنا تعمل بهذه المهنة منذ ما يقرب من ٣٠٠ عام وهي التي علمتنا وتزوجنا من خيرها”.
إقرأ أيضا: حكايات| التاريخ المروع للقتل .. الإعدام المؤلم بـ«العسل والحليب»
ويمضي في حديثه: “ورغم أنني موظف إلا أن لا تزال هي مهنتي وأحافظ عليها من الاندثار والضياع فقد أصبح صُناع الفلك في بر مصر قليل قليل جداً وتوشك على الانعدام.
ويحكي كذلك: حاليا أضفنا بعض الأدوات الحديثة ومن الممكن أن نصنعها من الخشب ويركب لها موتور ديزل أو جاز وتصبح نصف آلية كما إننا نصنع الشراعية منها والمجاديف الخاصة بالصيد، ولكن أصبح ارتفاع التكاليف مؤرق جداً للصانع ونتمنى أن يتم عمل مدرسة لتعليم هذه المهن التراثية.
ويضيف محمود أحمد شقيقه الأصغر والذي لا يعمل سوى هذه المهنة: هذه المهنة حياتي التي أعيش بها بل اتنفسها وخيرها علي لقد تعلمت منها وتزوجت منها وأربي أولادي منها هي كل حياتي إذا ضاق صدرى جاءت إلى الورشة وجلست بها لكي أصل إلى مرحلة الطمأنينة.
ويمضي في حديثه: نبدأ في صناعة المركب بعمل عارضة طويلة وهي التي تمسك المركب ببعضه وثلاث عرضية من خشب الكافور ثم يكسو كل ذلك من خشب الموسكي، ثم يضاف لها الفيبر، ثم تدهن بالمواد العازلة للماء، ثم يضاف إليها عامود الشراع إن كانت شراعية وهي تكون أكبر وأعرض قليلاً من مركب الصيد ذات المجاديف.
ويضيف حماد أحمد أننا نبني اللنشات الكبيرة التي تسير بمواتير ديزل ضخمة الحجم والتي تستخدم للترفية والرحلات النيلية وهي فخر انتاجنا حيث اننا صنعنا من اللنشات الضخمة ما يستخدم للصيد حيث نقلت لشرق العوينات وبحيرة السد العالي كل من يستخدم المراكب يعرفنا ويأتي لنا لبناء فلك أما للصيد وأما للإبحار وأما للترفيه.
لكن المشكلة التي تؤرق حماد: حالياً هي ارتفاع تكاليف الخشب والمواد الخام وأن أسير على إحياء مهنة الآباء والأجداد ومهنة رسول الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.