حكايات| لأنها تكره يوم الإثنين.. قاتلة الأطفال تسلم نفسها مقابل «وجبة برجر»

0
25

طفلة خجولة ببشرة بيضاء وملامح هادئة، لا تفارق الابتسامة وجهها، لكن هذا الملاك كان القدر يخفي له أمرًا مرعبًا، انتهى عند وصولها لسن الـ16 عاما، إلى واحدة من أغرب قضايا التاريخ البشري.

 

أما هذا الملاك البريء فكانت الفتاة المراهقة بريندا سبنسر، التي واجهت فترة مراهقة غير مسبوقة، تصرفت خلالها بشكل غير مسؤول، لتتحول إلى «قاتلة»، والسبب الأكثر غرابة يكمن في أنها تكره يوم «الإثنين الممل» من كل أسبوع.

 

لسنوات طويلة، ظلت بريندا سبنسر طفلة خجولة تخشى التجمعات، حريصة على أن تكون بمفردها معظم الوقت، إذ تجد صعوبة في التعامل مع من حولها، منذ ولادتها في سان دييجو بكاليفورنيا الأمريكية، يوم 3 أبريل 1962، ونشأت في حياة مالية مستقرة. 

 

بعد ولادة بريندا انفصل أبواها، واضطرت إلى العيش مع أبيها «والاس سبنسر» والذي كان يعاملها بقسوة، وعندما سُئلت عن أمها قالت: «لم تكن موجودة». وصمتت الفتاة المراهقة ولم تبد أي توضيح بعد ذلك، لكنها ورثت حب الأسلحة والذخيرة من أبيها، فقرر الأب غير المسؤول أن تكون هدية ابنته في عيد ميلادها الـ16 هي بندقية تلسكوبي من عيار 22.

 

اقرأ أيضًا| سفاح اليابان رفضته أم العروسة فاغتصبها.. واقنع حبيبته بقتل عائلتها

 

فرحت بريندا بشكل مبالغ فيه بهذه الهدية غير المتوقعة من الأب، وأخذت الهدية لتخبئها في خزنتها، وفي يوم الإثنين 29 يناير 1979، قررت الفتاة المراهقة أن يكون ذلك الصباح هو الأفضل لاستخدام البندقية التي أعطاها والدها لها في عيد ميلادها.

 

فجأة جهزت بريندا بندقيتها وبدأت في إطلاق النار بشكل عشوائي تجاة المدرسة التي كانت تدرس فيها، حيث استمر صوت إطلاق النار لأكثر من 20 دقيقة، أطلقت خلالها حوالي 30 طلقة على الحشد، ثم أنزلت البندقية في صمت وذهبت إلى منزلها، تاركة خلفها قتيلين و8 مصابين بجروح خطيرة.

 

في هذه الحادثة الغريبة، سقطت كل من بيرتون وراج مدير المدرسة، ومايك سوشار حارس أمن المدرسة، الذي حاول حماية الطلاب من إطلاق النار، ولحسن الحظ لم يمت أي من الأطفال، كما أصيب ضابط شرطة بعد حضوره إلى الموقع.

 

بعد الحادث حددت الشرطة مكان بريندا وذهبت إلى منزلها للقبض عليها، ولكن الطفلة المراهقة أخبرتهم بأن المنزل مسلح، وإذا اقتربوا منه ستفجره، ولكن الشرطة استطاعت القبض عليها وذلك بعد مفاوضات ظلت لحوالي 6 ساعات، أقنعوها خلالها بأن تسلم نفسها مقابل وجبة برجر من المطعم المفضل لها.

سقطت الفتاة المراهقة في قبضة الشرطة ليتم تسليمها للعدالة، وعندما سألت عن سبب إطلاقها النار على زملائها في المدرسة قالت: «كنت أود أن أتخلص من يوم الاثنين الممل»، لتقوم النيابة بتحويلها للفحص في مستشفى للأمراض العقلية، وذلك بعدما عرفوا بأنها قامت بإطلاق النار في المدرسة من قبل لكن دون إصابة أحد في ذلك الوقت.

أما الأطباء النفسيون فقد اعتبروا بريندا مصابة بإصابة في الفص الصدعي للدماغ مما يفسر عدوانيتها، وفي المحاكمة ادعت الفتاة القاتلة أنها استهلكت كحولا ومخدرات قبل الجريمة، ولكن الاختبارات أكدت أنها تكذب.

 

ومن بين اعترافاتها أنها قالت: «عندما أعطاني والدي البندقية، شعرت بأنه أعطاها لي لكي أقتل نفسي، ولكني حاربت هذا الشعور بداخلي.. لم أشعر قط بأن والدي يحبني».

 

حوكمت بريندا سبنسر كشخص بالغ وحكم عليها بالسجن مدى الحياة وقضت 25 عامًا في السجن، وفي الوقت الحالي، لا تزال بريندا آن سبنسر محتجزة في سجن معهد كاليفورنيا للنساء على الرغم من طلباتها السنوية للإفراج عنها، لا يزال القضاة يعتقدون أن بريندا تمثل تهديدًا للمجتمع.

 

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد