عادات وتقاليد تربين عليها، تحرمهن من أمور عديدة، لكن خلال سنوات مضت، بدأت الفتيات والسيدات في الصعيد التحرر من القيود التي فرضتها دساتير العائلات والقبائل عليهن، ليبدأن رحلات التعليم والعمل الذي أهلهن أن يكن سيدات مجتمع ويتقلدن أعلى المناصب.
ومع التحرر من القيود القبلية، بدأ فريق رياضي نسائي، في ممارسة الرياضة، واخترن كرة اليد، ودشن فريقا رياضيا، على أمل المشاركة في المسابقات الرياضية، حيث تقول هايدي محمد، طالبة في كلية تربية رياضية، إنها مارست اللعبة لأول مرة في الكلية وشعرت بأن اللعبة مناسبة لها ولطموحاتها الرياضية.
اقرأ أيضًا| «زينب» الملهمة.. حلم المذيعة يبدأ بـ “تعليم السيدات الطبخ”
لم تتوقف هايدي واستمرت في ممارستها للعام الثالث علي التولي وللعام الأول مع نادي نقادة الرياضي الذي يتواجد في مدينتها بالظهير الصحراوي، وتتدرب الفتيات يومان في الأسبوع الأحد والأربعاء علي ملاعب النادي.
بنظرة فخر، تقول هايدي محمد إن التدريبات تبدأ بالإحماء وتعلم حركات مختلفة في لعبة كرة اليد، ويختار المدرب أفضل العناصر في نهاية التدريب والمباريات، ورغم الصعوبات التي تواجهها في مجتمعها الصعيدي إلا أن أسرتها لم تتركها وساعدتها في التغلب على تلك الصعوبات وكذلك مدرب كرة اليد بالنادي، متمنية أن تصل بمستوى متقدم في اللعبة والمشاركة في الدوري وتمثيل منتخب مصر.
أما زينب عبدالحميد، الطالبة ولاعبة كرة يد بالنادي، فتؤمن بأن لعبة كرة اليد من الألعاب التي فضلتها منذ 3 سنوات وتمارسها في الوقت الحالي بالنادي مع فريق جماعي، وكان من ضمن الصعوبات هي عدم اكتمال فريق لاسيما للفتيات وتغلبن على تلك المشكلة في فترة قصيرة.
وهنا تشير زينب إلى أن الفريق في طور الإعداد للمشاركة في دوري وكأس كرة اليد والاستمرار في التدريبات سوف يزيد من مهارة اللاعبات ومن تقدمهم في المنافسة.
وتحكي مروة محمد، طالبة بكلية التربية الرياضية، عن أن من الصعوبات التي تواجهها كفتاة أثناء لعبة كرة اليد هي عدم انتظام التنفس الذي يحتاج إلى تدريبات مخصصة وزيادة معدل التمرينات، بالإضافة إلى التواجد في مجتمع مغلق وقروي يصعب من مهمة الفتيات للالتحاق بالنوادي، متمنية أن تصبح مثل اللاعب علي زين.
ويقول أحمد جلال، مدرب الفريق ومدير النادي، إن في عام 2014 لم تتوفر بالنادي ملاعب لممارسة الألعاب عليها، فكان الفريق يتمرن باسم النادي في محافظة قنا عن طريق تأجير الملاعب وشراء الأدوات على حساب الفريق الخاص، ولكن في الوقت الحالي وفر النادي جميع احتياجات الفرق، وتتنوع فرق اليد ما بين رجال وناشئين وأعمار صغيرة.
ويؤكد جلال، أن الفريق سيشارك في دوري سيدات ورجال وكذلك الكأس، وكان من الصعوبة أن تشارك الفتيات في ممارسة لعبة رجال مثل كرة اليد ولكن تغلبن على تلك الصعوبات.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.