زهد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

0
32

  ان النبي الذين يبعث من قبل الله تعالى من اول ما يختص به هو الزهد حتى يكون مستطيع في أن يؤدي دوره بأكمل وجه، وجوهر الزهد هو عدم الخضوع للمطامع والشهوات، ليكون داعية للناس بسيرته وسلوكه، ويصبح أنموذجاً ومصداقاً للالتزام بالقيم والمبادئ، ومن ثم تأخذ موعظته موقعها في القلوب. أما إذا كان النبي لاهثاً خلف المطامع والمناصب والشهوات، والعياذ بالله فإنه سيشكل خطراً كبيراً على دين اللَّه تعالى فما كان من نبينا المصطفى (صلى الله عليه وآله) حين اصطفاه الله لتبليغ تلك الرسالة الالهية الا ان وجده الله اهلا لتلك الامانة من زهده وتقواه فنذكر بعض ما ورد من الاحاديث في زهده (صلى الله عليه وآله) .

  1 – ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: أخبرني محمد بن يحيى الخزاز، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين قال: إن رسول الله دخل على ابنته فاطمة، وإذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها، فقال لها رسول الله: أنت مني يا فاطمة.

  ثم جاء سائل فناولته القلادة، ثم قال رسول الله: اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي.

  2 – وعنه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي الحسني قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا حسن بن صالح بن الأسود، قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس، كان النبي إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة فدخل عليها فأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفره، فصنعت فاطمة مسكتين من ورق وقلادة وقرطين، وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها، فلما قدم رسول الله دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها، فخرج رسول الله وقد عرف الغضب في وجهه، حتى جلس عند المنبر، فظنت فاطمة أنه إنما فعل ذلك رسول الله لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها.

  ونزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله، وقالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول اجعل هذا في سبيل الله.

  فلما أتاه قال: فعلت، فداها أبوها ثلاث مرات، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء، ثم قام فدخل عليها.

  3 – ابن شهرآشوب، عن أبي صالح المؤذن في كتابه بالاسناد، عن علي أن النبي دخل على ابنته فاطمة، وإذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها فرمت بها، فقال رسول الله: أنت مني يا فاطمة، ثم جاء سائل فناولته القلادة.

  4 – الحسين بن سعيد في كتاب ” الزهد ” عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: دخل على النبي رجل، وهو على حصير قد أثر في جسمه، ووسادة ليف قد أثرت في خده، فجعل يمسح ويقول: ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر، إنهم ينامون على الحرير والديباج، وأنت على هذا الحصير؟ قال: فقال له رسول الله: لأنا خير منهما والله، لأنا أكرم منهما والله، ما أنا والدنيا، إنما مثل الدنيا كمثل رجل راكب مر على شجرة ولها فيء، فاستظل تحتها، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها .

  5 – الشيخ في ” أماليه ” قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد، قال : حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي، قال: حدثنا الحسن بن علي القطان، قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي، قال: حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن عبد الله بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.

  6 – وعنه، قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الرزاز، قال: حدثنا حامد بن سهل الثغري قال: حدثنا حامد أبو غسان، قال: حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن ميمونة قالت: أجنبت أنا ورسول الله، فاغتسلت من جفنة، وفضلت فيها فضلة، فجاء رسول الله فاغتسل منها، قلت: يا رسول الله إنها فضلت مني، أو قالت: اغتسلت، فقال: ليس الماء جنابة.

  7 – محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبدل بن مالك، عن هارون بن الجهم، عن الكاهلي، عن معاذ بياع الأكسية قال: قال أبو عبد الله: كان رسول الله يحلب عنز أهله.

  8 – ابن بابويه، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: أخبرني محمد بن يحيى الخزاز، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين: كان فراش رسول الله عباءة، وكان مرفقته أدم حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر رسول الله أن يجعل بطاق واحد.

  9 – الحسين بن سعيد ، في كتاب ” التمحيص ” عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن رجلا من الأنصار أهدى إلى رسول الله صاعا من رطب ، فقال رسول الله للخادم التي جاءت به : أدخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتيني به ، فدخلت ثم خرجت إليه ، فقالت ما أصبت قصعة ولا طبقا ، فكنس رسول الله مكانا من الأرض ، ثم قال لها : ضعيه هاهنا على الحضيض ، ثم قال : والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا .

  10 – محمد بن يعقوب، باسناده، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري، قال: إن رسول الله مكث بمكة يوما وليلة يطوي.

  11 – وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله العلوي عن أبيه ، عن جده ، قال : قال أمير المؤمنين لما قدم عدي بن حاتم إلى النبي ، أدخله النبي بيته ، ولم يكن في البيت غير خصفة ووسادة أدم ، فطرحها رسول الله صلى الله عليه وآله لعدي بن حاتم .

  12 – الشيخ في ” أماليه ” قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن المقري ، قال : حدثنا محمد بن حسن بن سهل العطار ، قال : حدثنا أحمد بن عمر الدهقان ، قال : حدثنا محمد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : جاء رجل إلى النبي فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله إلى بيوت أزواجه ، فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال رسول الله : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب: أنا له يا رسول الله .

  فأتى فاطمة فقال لها : ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية ، لكنا نؤثر ضيفنا ، فقال علي : يا ابنة محمد نومي الصبية واطفئي المصباح .

  فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .

  13 – وعنه ، قال : حدثنا محمد بن علي بن خثيش قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني بإصبهان ، قال : حدثنا عمرو بن ثور الخدامي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ما شبع آل محمد ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عز وجل .

  14 – محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن طلحة بن زيد ، قال : ما أعجب رسول الله شئ من الدنيا إلا أن يكون فيها جايعا خائفا .

  15 – ابن بابويه قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه أبي النضر محمد بن مسعود العياشي قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثنا محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد ، وركوب الحمار موكفا ، وحلب العنز بيدي ، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان ليكون ذلك سنة من بعدي .

  16 – وروي عنه أنه قال : ما لي وللدنيا إنما مثلي والدنيا كراكب أدركه المقيل في أصل الشجرة فقال في أصلها ساعة ومضى.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد