إنّ العضماء من الخلق لم يفعلوا أموراً عبثياً بل لهم غاية وأهداف في كلامهم وأفعالهم.
أمير المؤمنين (عليه السلام) أحد هؤلاء العضماء بل سادتهم وقدوتهم في الكلام والفعل فلا تكلّم كلاماً ولم يفعل فعلاً قد يدخل فيه أيّ عقبة سيئة قط.
أحد أفعال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو إختيار زوجات معددة فيمكن القول بأنّ حكمة ذلك في ذلك الوقت هي الحروب التي كانت تقع، وكان حاصلها الكثير من الأيتام والأرامل. والتزويج كان الحل الأنسب للإحاطة بهم ورعايتهم من كلا الجهتين المادية كما قال الله عزّ وجلّ: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (2) فقد دلت هذه الآية المباركة على: أن الهدف من الزواج هو تحقيق السكون، والرضا، وذلك من خلال التوحد، والإلتقاء، ووجدان النفس لحقيقتها الكاملة، ليكونا معاً بمثابة نفس واحدة.
وتارة من الجهة العاطفية فالإمام (عليه السلام) تارة كان يتزوج بإمرأة ولم يطأها حتى مرّة واحدة كما في قضية “بريدة” الذي بعد كلامٍ طويل قال لها النبيّ (صلى الله عليه وآله): >إنّ علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك< (3) لكن ليس في الرواية إشارة إلى أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد وطأ تلك الجارية بل کان يريد أن يحررها لأنّها كانت جارية.
نذكر هنا زوجات أمير المؤمنين (عليه السلام):
أول أزواج الإمام علي (عليه السلام) فاطمة الزهراء (عليها السلام)، لم يتزوج عليها في حياتها.
السيّدة أم البنين (عليها السلام) فاطمة بنت حزام الكلابية.
ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلية التميمية.
أسماء بنت عميس الخثعمية.
الصهباء (أم حبيب) بنت ربيعة التغلبية.
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع- بناء على وصية السيّدة فاطمة (عليها السلام).
خولة بنت جعفر الحنيفة.
أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.(4)
(1) المجالس السّنيّة للسيد محسن الأمين، ج 1 ص 133.
(2) الروم: 21.
(3) الإرشـاد (ط مؤسسة آل البيت) ص160 و 161.
(4) منتهی الآمال، ج1، ص220.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.