“سورة الإخلاص” مكتوبة وشرح مختصر.. السورة التي تعدل ثلث القرآن

0
40

 

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴿۱﴾ اللهُ الصَّمَدُ﴿۲﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴿۳﴾ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ﴿٤﴾


 

سورة الإخلاص، أو التوحيد أو قل هو الله أحد، هي السورة الثانية عشر بعد المائة ضمن الجزء الثلاثون من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، سُميت بالإخلاص؛ لأنه لم يُذكَر في هذه السورة إلا صفات الله الجلالية، كما ولها أسماء كثيرة ذكرها المفسرون قد تصل إلى عشرين اسماً، منها: التوحيد، والصمد، والنجاة، والمعرفة، والبراءة، والمقشقشة، وغيرها.

 

تتحدث السورة عن توحيد الله تعالى، وتنفي عنه الصفات السلبية، وتصفه سبحانه بأحَدِيّ الذات، وكل ما سواه يرجع إليه. وهي إحدى القلاقل الأربعة وهي السور التي تبدأ بقوله تعالى (قل).

 

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأُعطيَ من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورُسُله، واليوم الآخر.

 

تسميتها وآياتها

 

سورة الإخلاص

آيات هذه السورة (4)، تتألف من (15) كلمة في (47) حرف. وسُميت بالإخلاص؛ لأنه لم يُذكَر في هذه السورة سوى الصفات السَلبية التي هي صفات الجلال، كما تُسمى أيضاً بعدة أسماء، تصل إلى عشرين أسماً، نذكر منها:

 

1. التوحيد؛ وهو من الأسماء المشهورة للسورة ويمثّل المضامين الأساسية للسورة باعتبار أن السورة نزلت لبيان مسألة التوحيد.

2. الصمد؛ لما ورد في الآية الثانية منها والذي ينطوي على معان كثيرة منها: المقصود في كل الأمور المستغني عن كل شيء.

3. النجاة؛ لأنها تنجيك عن التشبيه والكفر في الدنيا، وعن النار في الآخرة.

4. المعرفة؛ لأن السورة نزلت في معرفة الله وصفاته.

5. الأساس؛ لأن السورة تمثل أساس الدين وقوامه المتمثل بالتوحيد وصفات الله تعالى.

6. التجريد؛ بمعنى أنها تُجرّد الله وتفرده عن كل شيء وتنزهه عن العيوب ومن التركيب وآثار المادة.

7. التفريد؛ باعتبار أن السورة توكد على فردانية الله تعالى وأنه أحد لا مثل له ولا شريك.

8. البراءة؛ لانها تبرئ وتنقي عقائد الانسان في مجال التوحيد عن كافة الأوهام والانحراف والزيغ والاشتباه.

9. المُقشقشة؛ لأنٌ من عرف السورة حصل له البرء من الشرك والنفاق؛ لأن النفاق مرض. ومن هنا قالوا: تقشقش المريض مما به أي برئ من علته. وتشترك سورة الإخلاص في هذه التسمية مع كل من سورة الكافرون والناس والفلق.

 

ترتيب نزولها

سورة الإخلاص من السور المكية، وقيل: إنها مدنية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (22)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (112) من سور القرآن، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.

 

شأن نزولها

جاء في كتب التفسير: ورد عن الإمام الصادق عليه السلام إنّ اليهود سألوا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقالوا: انسب لنا ربك، فلبث ثلاثاً لا يجيبهم، ثم نزلت السورة، وقيل: إنّ السائل عبد الله بن صوريا اليهودي، وقيل: إنه عبد الله بن سلام سأل رسول الله ذلك بمكة، ثم آمن وكتم إيمانه، وقيل: إنّ مشركي مكة سألوه ذلك، وقيل: إنّ نصارى نجران هم الذين سألوا النبي ذلك. فلا تضاد بين هذه الروايات، إذ قد يكون هؤلاء جميعاً سالوا الرسول صلي الله عليه وآله وسلم نفس هذا السؤال، فكان الجواب لهم جميعاً.

 

معاني مفرداتها

أهم المفردات في السورة:

(أَحَدٌ): أصله وَحَد، من الوحدة، والأحد: من أسماء الله؛ وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.

(الصَّمَدُ): الصمد من صفاته تعالى، والمعنى: أصمَدَت إليه الأمور، فلم يقضي فيها غيره.

(كُفُوًا): الكفوء: هو النظير والشبيه.

 

محتواها

يتلخّص محتوى هذه السورة كما هو واضح من اسمها (سورة الإخلاص أو سورة التوحيد) إنها تركّز على توحيد الله، وفي أربع آيات قصار تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى أيّ إضافة، فالسورة تصف الله تعالى بأحدية الذات، ورجوع ما سواه إليه في جميع حوائجه الوجودية من دون أن يُشاركه شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وهو التوحيد القرآني الذي يختص به القرآن الكريم ويبني عليه جميع المعارف الإسلامية.

 

منزلة علي (ع) وسورة التوحيد

رويَ عن الإمام الباقر عليه السلام: إنّ النبي (ص) قال لعلي عليه السلام: «يا علي أنّ فيك مثلاً من (قل هو الله أحد) من قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثاً فقد قرأ القرآن كله، يا علي من أحبك بقلبه كان له مثل أجر ثلث هذه الأمة، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه كان له مثل أجر ثلثي هذه الأمة، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بسيفه كان له مثل أجر هذه الأمة».

 

قراءتها في الصلاة

جاء في الروايات حول خصوصية سورة التوحيد عند قراءتها في الصلاة، عن الإمام الصادق عليه السلام: قال: من مضى به يوم واحد فصلى فيه الخمس صلوات، ولم يقرأ فيها (قل هو الله أحد) قيل له: يا عبد الله، لست من المصلين. وعنه عليه السلام في عدم العدول عنها في الصلاة، قال: من افتتح سورة ثم بدا له أن يرجع في سورة غيرها، فلا بأس إلا (قل هو الله أحد)، فلا يرجع منها إلى غيرها.

 

القلاقل الأربعة

وتسمّى هذه السورة وكل من سورة الكافرون والفلق والناس بالقلاقل الأربعة؛ لأنها تبدأ بقوله تعالى (قُل)، وسورة الإخلاص هي السورة الثانية من بين هذه السور.

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ في دبر الفريضة بــ(قل هو الله أحد)، فإنه من قرأها جمع له خير الدنيا والآخرة، وغفر الله له ولوالديه وما ولداه».

وعنه صلي الله عليه وآله وسلم: «من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأُعطيَ من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورُسُله، واليوم الآخر».

وردت خواص كثيرة، منها:

عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «من قرأ هذه السورة وأصغى لها أحبه الله، ومن أحبه الله نجا، وقراءتها على قبور الأموات فيها ثوابٌ كثيرٌ، وهي حرزٌ من كل آفةٍ».

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد