سورة الضحى مكتوبة.. المحتوى بالتفصيل

0
22

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

====

سورة الضحى، هي السورة الثالثة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية. اسمها مأخوذ من الآية الأولى في السورة.

تتحدث السورة عن العناية الإلهية بالنبي (ص) بعدم تخلي الوحي عنه، كما تتحدث عن النِعم الإلهية التي أنعمها الله تعالى على نبيه، كهداية الناس إليه، وتتحدث أيضاً عن الأمر بذكر النِعم ولزوم إظهاراها وعدم سترها.

جاء في كتب الفقه أنه لا يمكن قراءة سورة (الضحى) وحدها في الفرائض بركعة واحدة، إلا أن تُجمع معها سورة الشرح.

ورد في فضل قراءة سورة الضحى روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأها كان ممن يرضاه الله، ولمحمد صلي الله عليه وآله وسلم أن يشفع له.

 

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بالضحى؛ على أول آية منها، والمراد بالضحى هو صدر النهار، أو هو انبساط الشمس وامتداد النهار فسُمي الوقت به، وفيه قَسَم الله تعالى أنه لم يترك النبي (ص) ولم يُفارقه إلطافه. وآيات سورة الضحى (11)، تتألف من (40) كلمة في (165) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.

 

ترتيب نزولها

سورة الضحى من السور المكية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل الحادي عشر، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثالث والتسعون من سور القرآن.

 

سبب نزولها

قيل: إنَّه لما تأخر عن النبي (ص) الوحي خمس عشرة ليلة قال قوم من المشركين: ودّعَ الله محمداً وقلاه، فأنزل الله تعالى هذه السورة تكذيباً لهم وتسليةً للنبي صلي الله عليه وآله وسلم لأنَّه حزن بأنقطاع الوحي عنه، ثم بيّنت الآيات المتفرعة على التي سبقتها نِعم الله تعالى على النبي صلي الله عليه وآله وسلم، كأنه قيل: فقد وجدت ما يجده اليتيم من ذلة وانكسار فلا تقهره، ووجدت مرارة حاجة الضال إلى الهدى والسائل إلى الغنى فلا تزجره، ووجدت أنّ ما عندك من نعمةٍ أنعمها عليك ربك بجوده وكرمه ورحمته، فاشكر نعمته بالتحديث بها ولا تسترها.

وفي الآية الرابعة والخامسة ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: دخل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم على فاطمة عليها السلام وهي تطحن بالرّحى، وعليها كِساء من أجلّة الإبل، فلما نظر إليها بكى، وقال لها: يا فاطمة تعجّلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة غداً، فأنزل الله تعالى عليه: ﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾.

 

معاني مفرداتها

أهم المفردات في السورة:

(والضحى): صدر النهار حينما ترتفع الشمس، وقيل: المراد هنا كل النهار لمقابلته لما بعده من الليل.

(سجى): سكن واستقر، واشتدّ ظلامه.

(ما ودَّعك): ما قطعك ربك وما تركك.

(قلى): أشد البغض.

(ضالاً): غافلاً، والمراد هنا لم تكن تعلم بالنبوة وبالرسالة، وقيل: وجدك ضالاً بين الناس لأنهم لا يعرفون حقك فهداهم إليك.

(عائلاً): فقيراً

(فلا تنهر): النهر: الزجر بغلظة والرد بجفوة.

(فحَدِّث): أمر بذكر هذه النِعم وكشفها وإظهارها.

 

محتواها

تتحدث السورة عن بيان ما عليه النبي (ص) من موقف الكرامة والعناية الإلهية، كأنه قيل: أنت على ما كنت عليه من الفضل والرحمة ما دمت حياً في الدنيا وحياتك الآخرة خيرٌ لك من حياتك الدنيا. كما تتحدث عن النِعم الإلهية على رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وتبيّن مسألة يُتم النبي صلي الله عليه وآله وسلم في صباه، كما تتحدث السورة أيضاً عن إظهار نعمة الرب، حين يكون بدافع الشكر والثناء.

 

قرائتها في الصلاة

جاء في كتب الفقه أنّ (الضحى) مع (ألم نشرح) سورة واحدة؛ لتعلّق بعضها ببعض، فأُوجِب قرائتهما في الفرائض بالركعة الواحدة. كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح، وألم ترَ كيف وإيلاف قريش».

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأها كان ممن يرضاه الله، ولمحمد صلي الله عليه وآله وسلم أن يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل».

ووردت خواص كثيرة، منها:

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من أكثر قراءة والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم‏ نشرح في يوم أو ليلة لم يبقَ شي‏ء بحضرته إلا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلت الأرض منه، ويقول تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له، فانطلقوا به إلى جناتي حتى يتخير منها حيث ما أحب، فأعطوه من غير مَنٍّ، ولكن رحمة مني وفضلاً عليه وهنيئاً لعبدي».

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد