يعتريني الندم لِما اقوم به من تصرفات تكون خارج اُطر إرادتي, وسرعان ما اتدارك نفسي لكن بعد فوات الاوان.
هذا ما استهلت به السيدة (ز- ك) حديثها لطرح مشكلتها, وهي عصبيتها المفرطة اذ تسرد لنا حالة العصبية التي تعتريها لأقل الاسباب والتي تقودها نحو الهاوية حسب ما تشعر به.
قالت: ان زوجي يعاملني بلطف وبسلوك جيد غير اني اتصرف بحدية وعصبية معه ومع اطفالي بدون قصد ولا دراية مني وحينما اتدارك الامر ينتابني الشعور بالندم.
اصبح زوجي يتذمر من طباعي وبدأت تتولد المشاكل بيننا, اطلب منكم ارشادي ومساعدتي على كيفية التصرف ايزاء هذا؟..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عليك أيتها الزوجة الكريمة أن تعلمي, إن للحب بين الزوجين والكلمات الطيبة التي تكون بينهم, آثارها الحسنة, وثمارها الطيبة, لذلك على الزوجين أن يتبادلان هذه الكلمات فيما بينهم وأن يعودوا ألسنتهم على نطق هذه الكلمات مع اجتناب الكلمات الجارحة والقبيحة التي تزرع الحقد والكراهية والبغض والتي تؤدي إلى ابتعاد أحدهم عن الآخر روحيا, وتكون حياتهم باردة بلا روح وفرح وسرور.
فعليكِ التروي قبل الكلام لان الاندفاع يجعلك تندمين فيما بعد فالعصبية المفرطة عامل مدمر لحياة الفرد الصحية والاجتماعية, واذا استسلمت لها وادعيت ان هذه طباعك فستواجهين حياة تخلو من الهدوء والطمأنينة, علما أن التخلص من العصبية ليس بالأمر المستحيل, لذا عليك اولا ان تُحددي ما يرهقك ذهنياً ويتعب اعصابك في التفكير, وتذكري الامور المهمة لتجعليها من اولوياتك ولكي تنجزيها على اكمل وجه, مثل مراعاة زوجك, اطفالك, واجباتهم المدرسية, احتياجاتهم الخاصة, ثم مسؤوليتك في البيت, الانشغال فكريا سيجعلك تحتفظين بالهدوء لأطول فترةٍ مُمكنةٍ، فتفكيرك بالأشخاص الذين تحبيهم وتخشين ان تكوني مقصرة في رعايتهم سيجعلك تبتعدين عن الضغوط ويفقدك الاحساس بالوحدة, ولا تحملي نفسك فوق قدرتك, عليكِ التوقف عن اعتقادكِ بأنكِ فائِقة القدرة؛ لأن هذا هو ما يجعلكِ تقعين تحت تأثير ضغط كبير يفقدك السيطرة لتدخلي مرحلة اللاشعور فتتعاملين مع المقابل بعصبية مفرطة, ولا تجالسي الاشخاص السلبيين والمحبطين, واذا اضطررتِ فلا تبالي لهم, وخذي الامور ببساطة ولا تعطيها اكبر من حجمها, اجلسي مع نفسك حينما تهدأين وتذكري الموقف الذي قادك إلى العصبية هل كان حقا يستحق الغضب والانفعال, والتفكير بنتيجة غضبك وتخيلي لو انك تصرفت بهدوء وحكمة ستجدين النتيجة عكسية لما بدر منك وانت عصبية.
استقبلي الصباح بابتسامة وتذكري انك افضل من غيرك بكثير واحمدي الله على اهم نعمة, وهي الصحة, لمجرد ذكر الله يطمئن القلب فتعمه السكينة والهدوء, وتذكري ان العصبية لن توصلك لشيء, وخذي قسط كبير جدا من الراحة والنوم الهادئ.
مركز الإرشاد الأسري / الاستشارية ضحى العوادي
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.