يغفل كثيرون حقيقة كون معظم عصائر الفواكه المعلبة فخًّا للـ”رجيم” الصحي. ومع توفر خيارات بالجملة منها في الـ”سوبرماركت”،
فإنه من الصعب اختيار المشروب المناسب لمكافحة الحرّ، والصديق للـ”رجيم” في آن. وبالتالي، تستبدل الغالبيّة المشروبات الحلوة بالماء، متناسية أمر غنى الأولى بالسعرات الحرارية، ما يجعلها بمثابة “قنبلة” على الصحة بطعم السكر.
الحقيقة القبيحة المُتعلّقة بعصائر الفواكه المُعلّبة هي أنها سيئة في الـ”رجيم” على غرار الصودا، نظرًا إلى أنها تحوي الكثير من السكّر. مثلًا: إذا قارنّا عبوة الصودا (350 ميلليليترًا) مع عصير التفاح المعلّب، نلاحظ أنّ في الصودا 40 غرامًا من السكّر، وهو ما يعادل 10 ملاعق صغيرة من السكر، في حين أن في عصير التفاح 39 غرامًا من السكر! إذًا، إن كلّ كوب (240 ميلليليترًا) من عصير التفّاح يحمل 120 سعرة حرارية، في حين أن في كوب الصودا هناك 94 سعرة! وبعبارة أخرى، إنّ عصائر الفواكه المعلبة (حتّى تلك المدعمة بكمّ صغير من الفيتامين ومضادات الأكسدة) هي من الناحية التغذوية فقيرة، بالمقارنة بالفواكه والخضراوات الأخرى.
من جهةٍ ثانيةٍ، من المعلوم أن مضغ وابتلاع ثمرة كاملة يتطلّب بعض الجهد مقارنة بشرب عصيرها. فالفاكهة الكاملة تحوي الألياف التي تمدّنا بالإحساس بالشبع، ما يجعل من الصعب تناول المزيد منها. ولكنّ بالنسبة لكوب من العصير (يفتقر إلى الألياف)، فهو سيجعلنا نستهلك المزيد من الفواكه عن الكمّ الموصى باستهلاكه، يوميًّا. وكانت دراسات بيّنت وجود رابط بين عصائر الفواكه المعلّبة ومشكلات في التمثيل الغذائي، وأبرزها: النوع الثاني من السكّري وزيادة خطر السمنة. وفئة الأطفال خصوصًا تتعرّض لهذا الخطر، لأنها تُفضّل طعم عصائر الفواكه الحلو.
عصائر الخضراوات
من بين الأمثلة الشائعة عن العصائر صديقة الـ”رجيم” الخضراوات: عصير الجزر الذي يمتاز بلونه البرتقالي النابض بالـ”بيتا كاروتين”، المادة التي يحوّلها الكبد إلى الفيتامين “أ”. وفي 100 غرام من الجزر أكثر من 330٪ من الاحتياجات اليومية من الفيتامين المذكور، الذي يؤمّن صحّة العينين ويجعل البشرة تتوهّج ويساعد في تسريع عملية التمثيل الغذائي لسكر الدم في الجسم. يحوي كلّ كوب من عصير الجزر 94 سعرة حراريّة. مثال آخر شائع على عصير الخضراوات، هو عصير البندورة. ومعلوم أن الأخيرة غنية بالـ”ليكوبين”، وهو مضاد للأكسدة يقوي نظام القلب والأوعية الدموية، ويحافظ على البشرة متوهجة وعلى العظام مرنة. وفي كوب من عصير البندورة 41 سعرة حراريّة. عصير البنجر، بدوره، ذو محتوى غذائي عال، كما هو يخفّض ضغط الدم ويُحسّن الدورة الدموية، وهو أيضًا مصدر ممتاز للسكر الطبيعي. ويحتوي الفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والكلور والكبريت واليود والنحاس والفيتامينات أ (بيتا كاروتين) وب1 وب2 وب3 وج. وهو يفيد المصابين بالأنيميا، ويمتاز باللون الأحمر الداكن الذي يأتي من عنصرالـ”بيتاسيانيـن”، العامـل المضاد للسرطان. وعلاوة على ذلك، يساعد البنجر في زيادة قدرة التحمّل البدني بنسبة 16%، وبالتالي تعزيز أداء الرياضيين. وفي كوب من عصير البنجر، 43 سعرة حراريّة.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.