هلِ المظاهِرُ خادِعَةٌ أم نحنُ الذينَ نقَعُ في الخَديعَةِ؟
حينما يُثيرُ إعجابَكَ شئٌ في أحدٍ ما؛ فلا تعجَلْ! انتظِرِ التالي منهُ ما هُوَ؟ إذْ قَد تتبدَّلُ رؤيتُكَ؟
وحينَما يُزعِجُكَ شيءٌ مِن أحَدٍ ما، فلا تُبادِرْ الى تثبيتِ قناعاتِكَ بأنَّهُ مُزعِجٌ أو شِرِّيرٌ ؟! حاولْ أنْ تعيشَ ظرفَهُ أو تقرأَ ما وراءَ الذي أزعجَكَ فيهِ؟
نحنُ لا نمتَلِكُ نظراً ثاقباً خارقاً حتى نستطيعَ معرفةَ كُلِّ ما تُضمِرُهُ النوايا،
كما إنَّنا لا نَمتلِكُ المعرفةَ المُطلقَةَ، فما نجهَلُهُ هُوَ النسبةُ الأكبرُ.
إذنْ منشأُ الخديعَةِ في المَظاهِرِ ليسَ سببُهُ المظاهرُ ذاتُها؟!!
بَل ما نفتَقِدُهُ مِن قُدرَةٍ على التمييزِ !!
ما يُعجِبُكَ أو يُزعِجُكَ قد يكونُ مَجالُهُ الخواطرَ النفسيّةَ فقَط !!
إذَنْ:
عليكَ أنْ تمتلِكَ مفتاحَ إثباتٍ أو نفيٍ لا يختَلِفُ فيهِ معكَ عاقِلٌ !!
رجاءً؛ تأمَّلْ في هذهِ الصِّورِ الواقعيّةِ:
إنَّ تأخيرَ إرجاعِ الديونِ التي اقترضَها صديقُكَ قد يُثيرُ إزعاجَكَ جِدّاً وخصوصاً إنَّكَ تراهُ قد حصلَ على مبلغٍ مِنَ المالِ في الآونَةِ الأخيرةِ!
ولكِنْ ما لم تعلَمْهُ أنَّ والدتَهُ في المُستشفى، وابنَهُ يحتاجُ الى بعضِ الحاجياتِ المُهمَّةِ في المدرسةِ، هذا وغيرُهُ مِنَ المُتطَلَّباتِ الضروريّةِ اليوميّةِ!
؛ وما أعجبَكَ في مُدرِّبِ التنمِيَةِ مِن كلامٍ حولَ ضرورةِ التعامُلِ الإيجابيِّ معَ الآخرينَ، وأنْ يُحافِظَ الإنسانُ على عَلاقاتِهِ معَ الأصدقاءِ، ناتِجٌ عَن تخيُّلِكَ بأنَّ خلفَ الحديثِ المُنَمَّقِ شخصٌ ناجِحٌ في عَلاقاتِهِ !! ولكنِ الحقيقةَ هُوَ شخصٌ يُعاني مِن مَشاكِلَ وأزَمَاتٍ في عَلاقاتِهِ معَ الآخرينَ !!
لا تتعجَّلْ وتركُنْ الى قناعاتِكَ الأوليّةِ، ينبغي أنْ تحصُلَ على مَعلوماتٍ ثانويّةٍ تكشِفُ لكَ حقيقةَ هذهِ اللَّمعَةِ التي جَذَبكَ بريقُها، أ هِيَ لقطعةٍ مِن ذَهبٍ خالصٍ أم زائفٍ!
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.