يُعاني الكثيرُ مِنَ الأُسَرِ مِن فَرطِ حَركةِ أطفالِهم، وخصوصاً في السنواتِ الأولى مِن عُمرهِ وحتى التاسعةِ تقريباً، فالطِّفلُ إمّا يركُضُ في المنزلِ أو يَعبَثُ في أدواتِ المنزلِ كأواني الطّبخِ أوِ الأجهزةِ الكهربائيةِ وعُدَدِ الصّيانَةِ أو في حديقةِ المنزلِ أو يتسلَّقُ الجُدرانَ وهكذا .. ورُبَّما يُخشى عليهِ مِن وقوعِهِ في خَطرٍ قد يُتلِفُ أحدَ أعضائهِ أو يتسبَّبُ بفَقدِهِ -لا سمحَ اللهُ تعالى-وهذا الأمرُ يُقلِقُ الآباءَ والأُمَّهاتِ والمُربِّينَ عُموماً، فحتى المُعلِمُ يُعاني مِن فَرطِ حركةِ بعضِ الطُلاب ..
فمتى يكونُ الأمرُ طبيعياً أو غيرَ طبيعيٍّ؟ يحتاجُ مِنّا أنْ نعرُضُ الطّفلَ على الطبيبِ المُختَصِّ في علمِ النّفسِ أو أخصائيِّ الأُسرَةِ؛ وبناءً عليهِ توجَدُ عِدَّةُ توصياتٍ يُمكِنُ أنْ تُساعِدَكُم في تشخيصِ الحالَة:
الملاحظةُ والمقارنة: كَرِّروا الملاحظةَ في أماكنِ تواجُدِهِ (البيت)، (المدرَسَة)، (المتنزَّهات)، (بيوتُ الأقرباء) وقارنوا بينَ سُلوكِهِ، فإنْ كانَ واحداً بحيثُ لا يَقِرُّ ولا يَهدأُ ويزدادُ نشاطُهُ غيرُ الهادفِ، فثَمَّةَ مُشكِلة!
كلِّفوهُ بمَهامٍ ونشاطاتٍ هادِفَةٍ تُناسِبُ مستواهُ لأكثرِ مِن عِدَّةِ مَرّات؛ كأنْ يقومَ بسَقيّ الحديقَةِ أو مساعدَتِنا في غَسلِ الأواني أو السيّارَةِ مثلاً فإنْ كانَ يضجُرُ بسُرعَةٍ ويفشَلُ في إتمامِ المَهامِ ولا يَعبأُ بكلامِنا فهذا يَدُلُّ على (صعوبةِ الاستقرارِ).
تُكَرَّرُ حالاتُ تَشَتُّتِ الانتباهِ وضَعفِ القُدرَةِ على التركيزِ سواءٌ في المنزلِ أوِ المدرَسَةِ أو أيِّ بيئةٍ أُخرى، شريطةَ أنْ لا يكونُ هناكَ عامِلٌ فِعليٌّ يُشتِّتُ الانتباهَ، وإنَّما هُوَ لا يستجيبُ أو لا يتفَهَّمُ بِسُرعَةٍ، أو يفعَلُ أفعالاً نراها جنونيّةً أو مُتَهوِّرَةً، ولكنَّهُ في الواقِعِ لا يُركِّزُ على العَواقِبِ.
يُثيرُ غرابَتَنا حينَما نراهُ لا يقنَعُ بِما في يَدِهِ، ويتطَفَّلُ على مُقتنياتِ إخوانِهِ أو زُملائِهِ، فمِنْ أعراضِ وجودِ مُشكِلَةٍ نفسيّةٍ هُوَ ظُهورُ حالةِ عَدَمِ القناعَةِ أوِ الرِّضا لديهِ؛ حيثُ يبدو أنَّهُ لا يقبَلُ بأيِّ شيءٍ ورُبَّما يبقى مُكتَئِباً ولَجوجًا حتى يحصُلَ على ما يُريدُ ثُمَّ يتجاهَلُ ما حَصَلَ عليهِ!
يَمُلُّ الطّفلُ المصابُ مِنَ الألعابِ التي تستدعي تركيزاً ذهنياً بينمَا تزدادُ رَغبَتُهُ في مُمارَسَةِ الألعابِ المحسوسَةِ التي لا تستدعي التركيزَ.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.