الصَّمَدُ اسمٌ من أسماءِ الله الحسنى، وفي التنزيل العزيز: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ}.
“الصّمد” في اللّغة صفة مشبّهة لمن اتصف بالصمديّة، هذا الفعل يأتي على عدّة معانٍ، منها السيّد المطاع. “الصمد” السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر، فـ”الصَّمَدُ”: السيّد المعظّم الذي يصمد إليه في الحوائج، أي يقصد. فكلّ أنواع العظمة تنتهي إليه، فله الصمديّة المطلقة.
وقيل “الصمد” هو الدّائم الباقي بعد فناء خلقه. وقيل “الصمد” الذي صمد إليه كلّ شيء، أي الذي خلق الأشياء كلّها، ولا يستغني عنه شيء، كلّ هذه المعاني لكلمة “الصّمد” تتمحور حول وحدانية الله جلّ جلاله.
وقال أبو عبيدة: اللهُ الصَّمَدُ: هو الّذي يصمد إليه، ليس فوقه أحد، والعرب كذلك تسمّي أشرافها. وقال الزجّاج: وأصحّه أنه السيد المصمود إليه في الحوائج.
قال الشنقيطي: من المعروف في كلام العرب إطلاق الصّمد على السيد العظيم، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له، فمن الأوّل قول الزبرقان:
سيروا جميعاً بنصف اللّيل واعتمروا ولا رهينة إلا سيّد صمد
ومن الثاني قول الشّاعر:
شهاب حروب لا تزال جياده عوابس يعلكن الشّكيم المصمد
بعد ما تقدّم، فإننا بحاجة باستمرار إلى التفاعل مع هذه المعاني السامية التي تؤكّد روح التوحيد فينا بشكل ينعكس إرادة واعية في تجديد العهد مع الله تعالى وقصده في الأمور كلّها.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.