من هم قوم النبي عيسى عليه السلام؟

0
41

 

القرآن الكريم أكد أن عيسى عليه السلام ليس له قوم!

يا لها من دقة لغوية متميّزة تتجلى في كتاب الله تعالى:

في قصص الأنبياء (على نبينا وآله وعليهم السلام) نجد أن كثيراً من الأنبياء خاطبوا قومهم بكلمة يا قومِ.

نوح عليه السلام يقول:

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [الأعراف: 59].

وهود عليه السلام يقول لقومه:

(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [هود: 50].

وكذلك صالح عليه السلام يقول لقومه:

(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [هود:61]

ولوط عليه السلام كذلك:

(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) [الأعراف:80]

وموسى عليه السلام ينادي قومه في كثير من الآيات بقوله:

(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) [البقرة: 54].

يقصد بني اسرائيل.. وكما نعلم أن موسى أُرسل لبني إسرائيل..

** ولكن ماذا عن عيسى وقد أُرسل إلى بني إسرائيل أيضاً؟

الحال يختلف مع سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام

فلا توجد أي آية في القرآن الكريم تجمع كلمة (عيسى) أو (المسيح) مع كلمة (قوم).. فكان يخاطبهم بقوله: يا بني إسرائيل دائماً من دون أي ذكر للقوم.

يقول المسيح:

(وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) [المائدة: 72]

ويقول أيضاً:

(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) [الصف: 6]

وهكذا في كل القرآن لا نجد ذكراً لقوم عيسى!

والآية الوحيدة التي ذكر فيها سيدنا عيسى مع كلمة (قوم) هي:

(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) [الزخرف: 57].

وكلمة (قَوْمُكَ) هنا لا تدل على قوم عيسى، بل قوم محمد (صلى الله عليه واله) لأن الخطاب في هذه الآية للنبي الكريم (صلى الله عليه وآله)!!!

أي أن عيسى ليس له قوم! ما هو السرّ؟

حتى عندما تحدث القرآن الكريم عن السيدة مريم أم المسيح (عليهما السلام) نسبها إلى قومها..

قال تعالى:

(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]

ولكن المسيح لم يُنسب لأي قوم في القرآن الكريم.

ولكن لماذا سيدنا عيسى ليس له قوم مثل بقية المرسلين؟؟

نسبة الإنسان تكون دائماً لأبيه، فالأب ينتمي لقبيلة أو قوم أو بلد..

وكذلك فإن الابن ينتمي لنفس القبيلة أو القوم أو البلد.

فسيدنا نوح ينتمي لأب من قومه ولذلك نُسب إليهم، وسيدنا إبراهيم ينتمي لأبيه آزر من قومه فنُسب إلى قومه. وهكذا. وهنا نتساءل:

لمن ينتمي سيدنا المسيح؟

طبعاً لا ينتمي لأي قوم لأنه وُلد بمعجزة وجاء إلى الدنيا من غير أب!!

ولذلك من الخطأ أن يقول المسيح لبني إسرائيل: يا قوم!!

وكان لابد أن يناديهم بقوله: يا بني إسرائيل..

وهذا ما فعله القرآن الكريم.

ولا توجد ولا آية واحدة تشذّ عن هذه القاعدة.

لو تحدثنا بنفس المنطق وطرحنا السؤال التالي:

ماذا عن آدم عليه السلام ونحن نعلم أنه جاء من غير أب ولا أم بل خلقه الله من تراب، هل ذكر القرآن الكريم قوم آدم؟

بالتأكيد لا يوجد أي ذكر لقوم آدم، فلو بحثنا في القرآن الكريم كله لا نجد أي آية تتحدث عن قوم آدم، بل الآيات تتحدث عن بني آدم وهذا من دقة القرآن الكريم وإحكامه.

إذاً جميع البشر لهم قوم باستثناء نبيين كريمين: آدم وعيسى عليهما السلام.

وسؤال جديد: هل أغفل القرآن الكريم هذه الحقيقة؟ حقيقة عيسى وآدم عليهما السلام؟

أكيدا لم يغفل، فقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة في آية كريمة يقول تعالى فيها:

(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]

هذه هي الآية الوحيدة في القرآن الكريم التي يجتمع فيها اسمي آدم وعيسى (عليهما السلام) معاً.

فانظروا إلى دقة هذا الكتاب العظيم.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد