إنّ العفو والتسامح خُلُقان كريمان تحتاجهما النفس البشرية لتتخلص من كل الشوائب التي قد تعلق في القلب من أثر الأذى، ويتحققان بطولِ صبرٍ وكظمٍ للغيظ واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى..
(اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)، صديق مقرب يرسل لي عبر الواتس هذا الدعاء على مدار أيام العشر من ذي الحجة، وفي ظني القاصر أن مقصده تذكيري بالعفو والتسامح، واليوم بمحض الصدفة أرسلت له: يا أبا فلان هل انتهت خصومتك التي حصلت بينك وبين فلان؟! قال: لا ولن أعفو عنه ولن اسامحه حتى ألقى حتفي، ويوم القيامة هو خصمي.
سألته متعجبًا وأين حديثك وكلامك عن العفو والتسامح؟ وخاصةً وأنت في خير أيام الدنيا، التي تدعو إلى العمل الصالح ومنها العفو والتسامح، واين مكان قلبك من رسائلك التي تدل على عدم تطابق كلامك وفعلك في خصومتك مع فلان؟؟
بالله عليكم وأسأل نفسي أولًا كيف نريد من الله المغفرة والرحمة والعفو عنّا وعما بدر منّا من الأخطاء تجاه ربنا عزوجل، ونحن لم نبادر بالعفو عن زيد ومسامحة عبيد؟؟
هل نريد العفو من الله والمغفرة منه جل وعلا؟!
إذًا فلنتجاوز عن أخطاء خلق الله لنبتغي بذلك مرضاته سبحانه وجنةً فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
(اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)، كلنا يقول هذا الدعاء في صلواته وخلواته، ولكن القاعدة تقول الجزاء من جنس العمل، فكم منّا له خصومة مازالت معلقه قبل العيد والتي من متطلباته التسامح عن بعضنا، فلنعفوا عمن ظلمنا حتى يعفو عنّا ربنا سبحانه.
قال الله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.