الخانات

0
12

ولعل تسمية «الخان» تعود إلى الفارسية، أو خانة وكانت تعني المبنى المقام على الدروب الخارجية لإيواء القوافل والجنود، ظهرت في فارس منذ عهد قورش «سيرهوس» ٥٥۰ ق.م.

وفي المغرب العربي سَرَت تسمية «الفندق» و «الرباط» الذي يعني الحصن المخصص لإيواء المحاربين أكثر من معناه الفندقي.

وأطلق العرب اسم «القيسارية» على الأسواق المغلقة، ثم اختلطت التسمية وأصبحت القيسارية مرادفة للفندق والخان، بدء من القرن الخامس عشر، ولكن التسمية استمرت في المغرب، بعد أن أُهملت في المشرق العربي.

*******

وظائف الخان

إن الوظائف الأساسية التي من أجلها أُنشئت الخانات هي إيواء القوافل والمسافرين. ولكن ثمة وظائف مرافقة كالبريد والتجارة والأمن، كانت تتميز في عصر أو آخر. فيأخذ الخان وظيفة دون أخرى. وكثيراً ما أصبحت الخانات مقرات سكنية مستمرة يستأجرها المقيمون لوقت دائم، بعد أن كانت إقامة مؤقتة، أو أصبحت أسواقاً لتبادل البضائع والمتاجرة بها، أو مستودعات لا نشاطَ فيها أو مراكز الجاليات أو قنصليات لدول أجنبية، لعبت دوراً في حماية التجارة الدولية، أو أصبحت حصناً وثكنة عسكرية ومركزاً دفاعياً.

على أن الوظيفة الفندقية ـ يعني استقبال المسافرين لإقامة مؤقتة ـ هي الوظيفة الأساسية التي استمرت حتّى القرن العشرين.

*******

النموذج المعماري للخان

يختلف نموذج عمارة الخان في البلاد الشامية عن «الوكالة» في مصر وعن الرباط في المغرب.

والخان السوري الذي نرى نماذج كثيرة في دمشق يقوم بوظيفتين معاً، الوظيفة الفندقية، وهي إيواء المسافرين وتأمين معاشهم الموقت في غرف عليا، والوظيفة التجارية التي تمارس في فِناء الطابق الأرضي وغرفه حيث تربط الجِمال والدواب التي تحمل البضائع المعروضة للبيع والتداول، وفي الغرف المجاورة تمارس عمليات التجارة والاتفاقات، وتُخزن البضائع عند الحاجة في المستودعات.

هكذا يتألف الخان من طابقين مشرفين على باحة مكشوفة، وبعد الباب الكبير الذي يشكل المدخل الرئيسي للخان، تقوم غرفتان صغيرتان للإدارة والمراقبة، يعقبهما درجان يصلان إلى الطابق العلوي المحاط برواق مفتوح على الباحة المكشوفة، وتنفتح على الأروقة الأربعة أبواب ونوافذ الغرف أو الوحدات المؤلفة من عدد من الغرف، والتي تستوعب المسافرين. وتُغطَّى هذه الغرف بقباب نصف كروية أو مفلطحة، وجهّزت هذه الغرف بمصاطب هي أسرّة للنوم. ويتضمن الخان عادة مراحيض ومياه جارية وبركة تتوسط الباحة المكشوفة لسقاية الدواب، ولابد من مصلّى مُرفَق بالخان وقد يكون مسجداً، وقد يشمل الخان حمّاماً خاصاً، وكانت الخانات في العهد السلجوقي تحوي مطابخ ومخابز.

*******

المصدر: موقع www.imamreza.net.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد