سورة المزمل مكتوبة.. المُزّمّل هو المُغطّى بثيابه كالمدثر

0
12

 

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ (۱) قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا (۲) نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا (۳) أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا (٤) إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا (٥) إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا (٦) إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا (۷) وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا (۸) رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا (۹) وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا (۱۰) وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا (۱۱) إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا (۱۲) وَطَعَامٗا ذَا غُصَّةٖ وَعَذَابًا أَلِيمٗا (۱۳) يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا (۱٤) إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا (۱٥) فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذۡنَٰهُ أَخۡذٗا وَبِيلٗا (۱٦) فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا (۱۷) ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا (۱۸) إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلًا (۱۹) ۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ (۲۰)


 

تسميتها وآياتها

سميت هذه السورة بــ(المزمل)؛ لمطلعها الشريف في الآية الأولى، حيث ينادي الله نبيه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾، وآياتها (20) تتألف من (300) كلمة في (853) حرف. وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.

 

ترتيب نزولها

سورة المزمل، من السور المكية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (3)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (29) بالتسلسل (96) من سور القرآن.

 

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْمُزَّمِّلُ‏): أصله المتزمل: وهو الذي تلفف بثيابه.

(أَشَدُّ وَطْئًا): أصوب قولاً وأثبت قراءة لحضور القلب. ‏

(ذَا غُصَّةٍ‏): غير مستساغ في الحلق، فلا يدخل ولا يخرج، والغصة: الشجا وهو ما ينشب في الحلق وهو عظم ونحوه.

(طَائِفَةٌ‏): جماعة.

(يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ): يُسافرون لطلب الرزق والجهاد وغير ذلك.

 

محتواها

ويتلخص محتوى السورة في خمسة أقسام:

القسم الأول: الآيات الأولى للسورة تأمر النبي صلي الله عليه وآله وسلم بقيام الليل والصلاة فيه، ليستعد بذلك لما سيلقى عليه من القول الثقيل.

القسم الثاني: يأمره صلي الله عليه وآله وسلم بالصبر والمقاومة.

القسم الثالث: بحوث حول المعاد وإرسال موسى بن عمران إلى فرعون وتذكرته بالعذاب الأليم.

القسم الرابع: فيه تخفيف لما ورد في الآيات الأولى من الأوامر الشديدة عن قيام الليل، وذلك بسبب محنة المسلمين والشدائد المحيطة بهم.

القسم الخامس: وهو القسم الأخير من السورة يعود إلى تلاوة القرآن وإقامة الصلاة وإيتاء الزّكاة، والإنفاق في سبيل الله والاستغفار.

 

سبب نزولها

جاء في كتب التفسير: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سمّوا هذا الرجل اسماً تصدُرُ الناس عنه، فقالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر، قالوا: يفرّق بين الحبيب وحبيبه، فتفرّق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النبيّ صلي الله عليه وآله وسلم فتزمّل في ثيابه وتدثّر فيها، فأتاه جبريل فقال: يا أيها المزّمّل. يا أيها المدّثّر.

 

آياتها المشهورة

قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً﴾، خطاب للرسول صلي الله عليه وآله وسلم والمقصود العموم، والمعنى تمهّل ولا تسرع في التلاوة، فإن الغرض من القراءة هو التدبّر في القرآن، ويُنتَفع بأحكامه وعظاته وبوعده ووعيده، فيُشعِر بالخوف من العذاب الأليم على المعصية، وبالأمل من الثواب الجزيل على الطاعة، وإلا فإن مجرد حركة اللسان وإخراج الحروف من مخارجها غير مقصود بالذات.

 

فضائلها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة المزمل دفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة.

عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ سورة المزمل في العشاء الآخرة في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل، وأحياه الله حياة طيبة وأماته ميتة طيبة.

 

ووردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:

عن الإمام الصادق عليه السلام: من أدمن في قراءتها ورأى النبي صلي الله عليه وآله وسلم وسأله ما يُريد أعطاه الله كل ما يُريد من الخير، ومن قرأها في ليلة الجمعة مائة مرّة غفر الله له مائة ذنب، وكتب له مائة حسنة بعشر أمثالها.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد