سورة النبأ كاملة مكتوبة.. ما هو النبأ العظيم؟

0
6

 

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴿١﴾ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴿٢﴾ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴿٣﴾ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴿٥﴾ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْ‌ضَ مِهَادًا ﴿٦﴾ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴿٧﴾ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴿٩﴾ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴿١٠﴾ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا ﴿١١﴾ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴿١٢﴾ وَجَعَلْنَا سِرَ‌اجًا وَهَّاجًا ﴿١٣﴾ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَ‌اتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴿١٤﴾ لِّنُخْرِ‌جَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴿١٥﴾ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴿١٦﴾

 

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴿١٧﴾ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ‌ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴿١٨﴾ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴿١٩﴾ وَسُيِّرَ‌تِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَ‌ابًا ﴿٢٠﴾ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْ‌صَادًا ﴿٢١﴾ لِّلطَّاغِينَ مَآبًا ﴿٢٢﴾ لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴿٢٣﴾ لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْ‌دًا وَلَا شَرَ‌ابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴿٢٥﴾ جَزَاءً وِفَاقًا ﴿٢٦﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْ‌جُونَ حِسَابًا ﴿٢٧﴾ وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ﴿٢٨﴾ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴿٢٩﴾ فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴿٣٠﴾

 

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَ‌ابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّ‌بِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّ‌بِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّ‌حْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّ‌وحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِ مَآبًا ﴿٣٩﴾ إِنَّا أَنذَرْ‌نَاكُمْ عَذَابًا قَرِ‌يبًا يَوْمَ يَنظُرُ‌ الْمَرْ‌ءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ‌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَ‌ابًا ﴿٤٠﴾


سورة النبأ أو عم، أو التساؤل، هي السورة الثامنة والسبعين ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الثانية فيها، لأنها تحكي عن “النبأ العظيم”. تتحدث عن يوم القيامة كحدث بالغ الخطورة، والاستدلال على إمكانية المعاد والقيامة، كما تصوّر جوانب من عذاب الطغاة الأليم، والتشويق للجنّة، بوصف أجوائها وما فيها من نِعم الله تعالى.

 

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(النَّبَإِ‏): النبأ: خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة.

(سُبَاتًا): السبت: لغة معناه القطع، وسمي الليل سباتاً.. لأنه يقطع العمل والحركة. ‏

(وَهَّاجًا‏): الوهاج: المتوقد المتلألئ.

(مَآَبًا‏): المآب المرجع.

(أَحْقَابًا‏): جمع حقب: وهو مدة غير معلومة الوقت.

(وَغَسَّاقًا): الغساق: هو القيح والصديد. ‏

(دِهَاقًا‏): مملوء.

 

محتواها

يتلخص محتوى السورة:

الأول: السؤال عن «النبأ العظيم» وهو يوم القيامة كحدث بالغ الخطورة.

الثاني: الاستدلال على إمكانية المعاد والقيامة، من خلال الاستدلال بمظاهر القدرة الإلهية في: السماء، الأرض، الحياة الإِنسانية والنِعم الرّبانية.

الثالث: بيان بعض علامات بدء البعث.

الرابع: تصوير جوانب من عذاب الطغاة الأليم.

الخامس: التشويق للجنّة، بوصف أجوائها الفيّاضة بالنِعم.

السادس: تختم السورة بالإنذار الشديد من عذاب قريب، بالإضافة لتصوير حال الذين كفروا.

 

النبأ العظيم

الآية الثانية تحكي عن النبأ العظيم التي هي على المشهور القيامة والبعث. وقال بعض المفسّرين منهم السيد هاشم البحراني في تفسير البرهان النبأ العظيم هو ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وروى عدة روايات منها: عن أبان بن تغلب قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ “عمّ يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون” قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام لأن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ليس فيه خلاف. وقيل: المراد بالنبأ هو القرآن العظيم، وقيل: النبأ العظيم ما كانوا يختلفون فيه من إثبات الصانع، وصفاته، والملائكة والرسل والجنة والنار.

 

آياتها المشهورة

قوله تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾، جاء في كتب التفسير: ذُكر العنب دون بقية الفواكه لما له من مزايا تفضله على بقية الفواكه، ويقول علماء التغذية في هذا المجال: إضافة لكون العنب غذاء كاملاً من حيث الخاصية الغذائية الموجودة فيه والتي تشبه حليب الأم في كونه ثري بالمواد الغذائية اللازمة للإنسان، إضافة لكل هذا، فهو يعطي للبدن ضعف ما يعطيه اللحم من سعرات حرارية، حتى وصف بصيدلية متكاملة لما يحويه من مواد مفيدة.

 

سخرية قريش من النبي (ص)

جاء في كتب التفسير: إنّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كان إذا حدّث قريشاً فعرّفهم أخبار الاُمم السالفة ووعظهم كانوا يهزأون بذلك، فنهاه الله تعالى أن يحدّثهم، فكان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يُحدّث أصحابه، فإذا أقبل أحد المشركين أمسك، فاجتمعوا جميعهم، وقالوا: يا محمّد إن حديثك عجيب وكنّا نشتهي أن نسمع كلامك، فقال: إنّ ربّي نهاني أن أُحدّثكم، فأنزل الله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾.

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ عم يتساءلون لم تخرج سنته إذا كان يدمنها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.

 

ووردت خواص كثيرة، منها:

عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: من كتبها وعلّقها عليه لم يقربه قمل، وزدادت فيه قوّة عظيمة‏.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد