لا تعجَبْ لو قُلتُ لكَ أنَّ السَّبَبَ وراءَ الخَجَلِ المُفرِطِ لابنِكَ هوَ (أنتَ) ؟!
نعمْ؛ فإنَّ كَميّةَ (اللاءاتِ) التي سَمِعَها مِنكَ تفوقُ أيَّ كَلِمَةٍ أُخرى ؛ ممّا جعَلَهُ يستجيبُ لا شعوريّاً إلى إرادتِكَ الصَّادَّةِ والمانِعَةِ لهُ مِن خَوضِ التجارِبِ الاجتماعيّةِ ..
مؤكَّدٌ أنَّكَ حريصٌ على سلامَتِهِ في مَنعِكَ لهُ ، لكنْ يجِبُ أنْ تُوَفِّرَ البديلَ لأنَّ الطفلَ بعدَ عُمرِ السادِسَةِ وخصوصاً في المدرسةِ سيواجِهُ صعوبةً في التَّكيُّفِ معَ الطبيعةِ الاجتماعيةِ المدرسيّةِ التي تجعلُهُ على مَحَكٍّ في التواصُلِ معَ زُملائِهِ التلاميذ، فَمِنَ المُهِمِّ تنميةُ المهارَاتِ الاجتماعيّةِ لديهِ، وتذويبُ حَالَةِ الَخجَلِ لديهِ، وتنميةُ مهاراتِهِ في المواقِفِ التواصُليّةِ معَ الآخرينَ على مُستوى اللّفظِ والجَسَدِ، وزيادةُ ثقَتِهِ بنفسِهِ، وتشجيعُهُ على الجُرأَةِ خُصوصاً في المواقفِ التي يشعُرُ بها بالخَجَلِ، ومِنَ النصائحِ التي تنفَعُ الوالدينِ في مُساعَدَةِ طفلِهما لتجاوُزِ حالةِ الخَجَلِ هيَ :-
- اجعلْهُ يستقبِلُ الضيوفَ ويُشارِكَ في تقديمِ ما يلزَمُ تقديمُهُ مِنَ الماءِ والمُعَجَّناتِ والعصائرَ مثلاً، وأنْ يُرَحِّبَ بِهم بعباراتٍ كريمَةٍ ولطيفةٍ.
- اصحَبْهُ معَكَ في المُناسَباتِ وعَرِّفْهُ بالأرحامِ والأقارِبِ والأصدِقاء، وشَجِّعْهُ أنْ يتَصَرَّفَ كالكبارِ بتبادُلِ التحيّةِ والمُصافَحَةِ، ولَقِّنْهُ ماذا ينبغي عليهِ أنْ يقولَ؟ وكيفَ يُجامِلُ الآخرينَ؟
- لا تُجبِرْهُ على مُصاحَبةِ مَن لا يعرفُهُ دُفعةً، وإنّما تَدَرَّجْ معَهُ، وخصوصاً في الأسابيعِ الأولى مِن مُباشَرَتِهِ في الدّوامِ بالرَّوضَةِ أوِ المدرَسَةِ، وتَفَهَّمْ قلقَهُ وخوفَهُ.
- شَجِّعْهُ على اللَّعِبِ معَ الأطفالِ، وسَايرْهُ في بدءِ اللَّعِبِ، وبعدَ أنْ تُشاهِدَهُ مُنسَجِماً ومُتفاعِلاً انسَحِبْ عنهُ تدريجيّاً.
- لا تَزجُرْهُ أو تُعَنِّفْهُ حينَما يُبدي خوفَهُ وتَرَدُّدَهُ مِن أنْ يبقَى معَ أُناسٍ لا يَجِدُ نفسَهُ يتكيَّفُ معَهُم ولَمْ يألَفْهُم مِن قَبل؛ حاولْ أنْ تَصرِفَ نظرَهُ الى ما يُسَلِّيهِ ويَجذِبُهُ الى التفاعُلِ مَعَهُم.
- لا تُبالِغْ في مُراعاةِ مشاعِرِ طِفلِكَ الخجولِ ومُلازَمَتِهِ بصورةٍ دائمةٍ؛ فإنَّكَ بهذا تؤصِّلُ لاستمراريّةِ الخَجَلِ في نفسِهِ، كُنْ حازِماً معَهُ في توجيهِهِ إلى التواصُلِ معَ الآخرينَ.
- امدحْهُ أمامَ الآخرينَ كأصدقائِهِ وأقربائِكُم مثلاً؛ فهذا يُقَوِّي ثقتَهُ بنفسِهِ، ويَشعُرُ بالأمانِ أكثَرَ، وتَجَنَّبْ لومَهُ أو تعنيفَهُ …
- كُنْ أنتَ قُدوتَهُ في السّلوكِ الاجتماعيِّ؛ فإنَّ الطفلَ يستقي مِن أبويهِ الخِصالَ الاجتماعيّةَ.
- سَاعِدْهُ على أنْ يُشارِكَ في النَّدواتِ والاحتفالاتِ والمُناسَباتِ، أو في تقديمِ نشاطٍ مُؤَثِّرٍ كالتمثيلِ أو إلقَاءِ قَصيدَةٍ أو تِلاوَةٍ قُرآنيّةٍ.
اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.