أبناء الإمام موسى بن جعفر عليه السلام

0
37


كانَ لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام سَبْعَةٌ وثلاثونَ وَلَداً ذَكَراً وأنثى مِنْهم: عليُّ بن موسى الرضا عليه السلام، وإبراهيمُ، والعباسُ، والقاسمُ، لأمهاتِ أَولادٍ.

وإسماعيلُ، وجعفرُ، وهارونُ، والحسينُ، لأمّ ولدٍ.

وأَحمدُ، ومحمدُ، وحمزةُ، لأمّ ولدٍ.

وعبدُ اللّهِ، وإسحاقُ، وعُبَيْدُ الله، وزيد، والحسنُ، والفضلُ، وسليمانُ، لأمَّهاتِ أَولادٍ.

وفاطمةُ الكبرى، وفاطمةُ الصغرى، ورُقَيّةُ، وحَكيمةُ، وأُمّ أَبيها، ورُقيّةُ الصُغرى، وكلثم، وأمّ جعفرٍ، ولُبابَةُ، وزينبُ، وخديجةُ، وعُلَيّةُ، وآمِنة، وحَسَنَةُ، وبريهةُ، وعائشةُ، وأُمُّ سلمة، وميمونةُ، وأُمُّ كلثوم، لأمّهات أَولادٍ.

وكانَ أَفضلَ ولد أَبي الحسن موسى عليه السلام وأنبَهَهُم وأَعْظَمَهُم قَدْراً وأَعلَمَهُمْ وأَجْمعَهم فَضْلاً أَبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام(1).

عاصر الإمام الكاظم عليه السلام حکم السفاح ثم حکم المنصور الذي اغتال أباه في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 للهجرة، وتصدَی للإمامة بعد أبيه الامام الصادق عليه السلام في ظروف حرجة کان يخشی فيها علی حياته. وكان الإمام الصادق عليه السلام قد أحکم التدبير للحفاظ علی ولده موسی عليه السلام؛ ليضمن استمرار حرکة الرسالة الالهية في أقسی الظروف السياسية، لقد سار الإمام موسی الکاظم عليه السلام علی منهج جده الرسول المصطفی صلى الله عليه وآله وآبائه المعصومين صلوات الله عليهم.

ولمّا دخلَ هارونُ الرشيد المدينة توجَّه لزيارة النبي صلى الله عليه وآله ومعه الناس، فتقدَّم إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا ابن العم، مُفتخِراً بذلك على غيرهِ، فتقدَّم أبو الحسن الإمام الكاظم عليه السلام إلى القبرِ، فقالَ: «السَّلامُ عليكَ يا رَسُولَ اللهِّ، السَّلامُ عليك يا أَبت» فتغيَّر وجهُ الرشيد وتبين الغيظ فيه. (2)

فمن هنا بدأ حقد بني العباس يُظهر نفسه، وبالتالي سُجن الامام عليه السلام، وأوذي كل من يرتبط به خصوصاً بني هاشم، فلم يسلموا من حقد وغيظ بني العباس حتى بدأت مرحلة تشريدهم وإبادتهم وقتلهم بأبشع الطرق وخير شاهد على ذلك اليوم البقع المباركة التي توارت أجسادهم الطاهرة في شتى مغارب الأرض ومشارقها، فمن هنا أراد الإمام أن يحافظ على النسل الطاهر لبني هاشم، فتعددت أزواجه، وكثر أولاده، ولكن كثير منهم عاشوا بشكل مجهول لم يظهروا نسبهم الطاهر لشدة الفتنة وقساوة العدو، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ، وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ.

وحتى صار من امر المتوكل الى أن أمر بهدم البناء على قبر الامام الحسين عليه السلام واحراق مقابر قريش.

يقول أبو الفرج الأصفهاني: (وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له أن عبيدالله ابن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به، فقتله، أو أنهكه عقوبة)،(3) وفي ذلك أنشد هبة الله قائلاً:

قام الخليفة من بني العبّاس*** بخلاف أمر الله في النّاس

ضاها بهتك حرم آل محمّد*** سفهاً فعال أميّة الأرجاس

والله، ما فعلت أميّة فيهم *** معشار ما فعلوا بنو العبّاس

 

 

1ـ الإرشاد: ج 2، ص 244.

2ـ الإرشاد: ج 2، ص 235.

3ـ مقاتل الطالبين: ص 395.

 



المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد