إذا أردتَ النجاحَ فأحسِنِ التخطيطَ لأهدافِكَ

0
9
إذا أردتَ النجاحَ فأحسِنِ التخطيطَ لأهدافِكَ

 

تُعتبرُ الفوضى مجالاً خصباً لاضطرابِ المِزاجِ والتشتُّتِ الذهني ، إذ يعيشُ بعضُ الناسِ غيابَ التنظيمِ والتخطيطِ في الحياةِ عموماً ولأهدافِهم تحديداً-على الرغمِ من إدراكِهم للسلبياتِ والأضرارِ التي تنجمُ عن الفوضى واللامبالاةِ –، ومعلومٌ أنَّهُ لم يصلْ أحدٌ الى قمّةِ النجاحِ في أيِّ مشروعٍ إلا بعدَ أنْ اتَّخذَ من التخطيطِ والترتيبِ مهارةً راسخةً لكلِّ مهامِّهِ وأوقاتِهِ ومواردِهِ … فالتخطيطُ هوَ استقصاءٌ لتحصيلِ تصوُّرٍ تفصيليٍّ للأهدافِ المحدّدةِ، ومعرفةِ خريطةِ العملِ ومداخلِ ومخارجِ المشروعِ، وطرقِ التعديلِ والمعالجةِ للطوارئ، بحيثُ تكونُ صورةُ الهدفِ بكلِّ مراحلِهِ وخطواتِ تحقيقِهِ واضحةً في الذهنِ، ومقيدةً على الملفاتِ الورقيةِ، ومصممةً على البرامجِ الألكترونيةِ، فيتولَّدُ العزمُ على المباشرةِ بالتنفيذِ بدونِ تردُّدٍ . ،

إليكَ ستةً من فوائدِ التخطيطِ قبلَ التحرُّكِ لإنجازِ أيِّ عملٍ أو تحقيقِ أيِّ هدف :

  1. التخطيطُ يُجنّبُكَ الندمَ ، اسألْ شخصاً ذهبَ في رحلةٍ ترفيهيةٍ الى بلدٍ سياحيٍّ دونما أنْ يعرِفَ شيئاً عنهُ وعن مواقعهِ الترفيهيةِ، وبعدَ عودتِهِ شعرَ بالندمِ لأنّهُ لم يُخطِّطْ لرحلتِهِ ويضعْ برنامجاً لها  ، وكثيرةٌ هيَ الأمورُ التي لم نُخطّطْ لها، وشعرنا بالندمِ بعدَ فواتِ الفرصةِ.
  2. التخطيطُ يُثيرُ فيكَ الحماسَ والنشاطَ، عندَ ذهابي لأوّلِ مرّةٍ لأداءِ مناسكِ العُمرةِ خصَّصَ متعهّدُ شركةِ الرحلةِ محاضراتٍ مكثفةً لشرحِ أداءِ المناسِكِ، والتعريفِ بالديارِ المقدّسةِ والمواقيتِ وبيّنَ خريطةَ سيرِ الرحلةِ، فزادَ اشتياقي وتوَقّدَ الحماسُ في داخلي لمتابعةِ سيرِ المناسكِ العباديةِ في مكةَ     المكرّمةِ، وبالفعلِ كنتُ أكثرَ نشاطاً من الآخرينَ في أداءِ المناسكِ، ولم أواجهُ أيّةَ عقباتٍ، ولم أحتجْ الى سؤالِ المُرشدِ الدينيِّ، كُلُّ ذلكَ بفضلِ وضوحِ الخُطّةِ المرسومةِ .
  3. التخطيطُ يُشعِرُكَ بالاستقرارِ النفسيّ، يقولُ صادق: كثيراً ما يتملّكني القلقُ والتوتّرُ حينما يُقالُ لي أنَّ هناكَ مقابلةً لأجلِ التعيينِ ، وحِينما تمَّ قبولي في العملِ كمحاسبٍ كانتَ حالةُ التوتّرِ والقلقِ تستولي عليَّ حينما التقيتُ لجنةَ التدقيقِ المُشرفةِ على عملي، فبعدَ تفكيرٍ في إيجادِ حلٍّ لحالتي قرَّرتُ أنْ أضعَ خطّةً متكاملةً لعملي، وأحدّدَ مراحلَهُ وأرسمَ هيكليةً كاملةً لهُ، والتزمتُ التوثيقَ ورقياً وإلكترونياً، كما ورسمتُ خطّةً لعرضِ المنجزِ الذي أعملهُ شهرياً وقيّدتهُ ضمنَ خطّةٍ مكتوبةٍ في سجلٍّ، ولم أعدْ أشعرُ بأيِّ قلقٍ أو توتّرٍ، بل كنتُ أشعرُ بالإستقرارِ والهدوءِ وانا أجلسُ أمامَ أيِّ لَجنةٍ أو مقابلةٍ ، فإنَّ التخطيطَ لمثلِ هكذا حالاتٍ يجعلُنا أكثرَ اتّزاناً، ونشعرُ بالاستقرارِ النفسيِّ لوضوحِ الهدفِ مفصّلاً .
  4. التخطيطُ يوفّرُ لكَ الجهدَ والوقتَ وتكتشفُ بهِ الكُلْفةَ والمواردَ المطلوبة، لهذا يهتمُّ المقاولُ في رسمِ الخُططِ في أيِّ مشروعٍ يُديرهُ بُغيةَ توفيرِ وقتٍ وجهدٍ أقل، لغرضِ تحقيقِ الأرباحِ، وأكثرُنا يطيلُ الوقتَ في التفكيرِ لإعدادِ الخططِ لأيِّ عملٍ تجاريٍّ يستهدفُ فيهِ الربحَ وبكلفةٍ أقلَّ وفي وقتٍ قياسيٍّ .
  5. التخطيطُ يعطيكَ رؤيةً واضحةً عن أهدافِكَ وما يرتبطُ بها من البدايةِ حتى النهايةِ؛ لأنَّ الوضوحَ يُجنّبكَ الوقوعَ في الإشكالاتِ والمتاهاتِ، فملّاحُ السفينةِ يمتلكُ رؤيةً واضحةً في كيفيةِ الإبحارِ، وكذلكَ الطيّارُ و السائقُ وكذلكَ الفلاحُ… بدونِ تلكَ الرؤيةِ التامّةِ سيقعُ في المخاطرِ والهلاكِ، عن الإمامِ عليٍّ(عليهِ السلامُ): من نظرَ في العواقبِ سَلِمَ من النوائبِ، مَن فكّرَ في العواقب ِأمِنَ المعاطِب .
  6. التخطيطُ يُساعدُكَ على مَرْحَلةِ وتجزئةِ الهدفِ الى مراحلَ وأهدافٍ صغيرةٍ و بحَسبِ الأولويةِ والأهميةِ، لحينِ تحقيقِ الرؤيةِ المُستهدَفةِ وبلوغِ الغايةِ المرجوّةِ، وهذا : سيُسهّلُ تشخيصَ نقطةِ التوقّفِ والاستكمالِ ، كما ويجعلُ تحقيقَ الهدفِ تدريجياً بنحوٍ مُمَرحَلٍ أكثرَ سهولةٍ وأقلَّ ضغوطاً .

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد