حكايات| إحداها بدأها طفلا.. مهن احترفها النبي مُحمد 

0
3

كتبت: إسراء ممدوح

لم يترك النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم أمرًا للصدفة في يوم من الأيام، بل حملت ملامح وجهه الكريم منذ طفولته جدية في كسب الرزق والعمل بكرامة، مؤمنًا بأن السعي لطلب الرزق أمر ضروري لحياة كريمة، فكان الرسول يسعى ويجتهد في الكسب الحلال الذي يُرضي الله.

 

ومنذ صغره، عمِل رسول الله صلى الله وعليه وسلم في سن مبكرة، وتحديدًا منذ الثامنة وحتى الخامسة عشر من عمره في رعي الأغنام، على غرار جميع الأنبياء الذين عملوا في رعي الأغنام، وكان ذلك مقابل بضعة قراريط يأخذها من أصحاب الأغنام، فتعلم الصبر الشديد منها.

 

ولقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك بنفسه حين قال: «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم»، فقال أصحابه: وأنت؟، فقال صلى الله عليه وسلم: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكّة»، وهو حديث شريف نقله أبو هريرة رضي الله عنه، ورواه البخاري.

 
واكتسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من حرفة الرعي العديد من الصفات التي أعانته على النبوة، كالصبر والرحمة والمسئولية والحكمة والعدل والمساواة، وتتجلى الحكمة من ذلك في توليه النبوة فعند مجيئ التكليف للرسول كان لديه من الأساليب والصفات ما يؤهله لذلك حق التأهل.

 

وخلال سنوات الصغر أيضًا، انطلق الرسول في عالم التجارة، وتحديدًا عندما بلغ من العمر 9 سنوات، حيث كانت أول رحلة يخرج فيها في التجارة إلي الشام، حين رافق عمه أبو طالب.

 

آنذاك كانت البيئة التي نشأ فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي بيئة صحراوية، ولا علم أو معرفة أو خبرة في مهن الزراعة أو الصناعة إلا القليل، وبالتالى كانت في ذلك الوقت التجارة هي المهنة التي يعمل بها معظم أهل قومه، وتعتبر مصدر عيشهم حيث تتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها.

 

وبعد أن شبَّ واشتدّ عُوده وقوِيت بُنيته توقف عن رعي الغنم وتوجَّه للتجارة مع عمه أبي طالب، حتى خرج النبي مُحمد للتجارة بمال السيدة خديجة -رضي الله عنها- بالشام، وعندما سمعت عن أخلاق الرسول من صدق وأمانة أعجبها ذلك فأرسلت له أن يأتي للتجارة بمالها، فقبِل بذلك وتاجر لها وربح ربحًا وفيرًا حينها.

 

وكانت للتجارة والرعي أثر كذلك على شباب النبي، فقد قابله فيه الكثير الذي تعلم منه، فلم تكن غاية الرسول الكسب والرزق فقط، وإنّما كان وسيلة تربوية له ولأمته، تبين أن حكمة الله من ذلك هو العلم أن خير المال من تعب الانسان وعرق جبينه.

 

ومن هنا فقد صار النبي محمد على خطى كثير من الأنبياء في العمل، فسيدنا آدم عليه السلام عمل بالزراعة، بينما عمل سيدنا موسى عليه السلام في رعي الأغنام أيضًا، ثم سيدنا داوود كان حدادًا، ونبي الله نوح في رعي الأغنام إلى تلقى أمرًا بصناعة السفينة، ونبي الله إدريس الذي كان يعمل خياطًا وصناعة الملابس، واشتهر نبي الله إبراهيم بمهارة البناء، ونبي الله إسماعيل بالصيد.

المصدر


اكتشاف المزيد من مركز الكوثر الثقافي التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد